كلمة مكة

حوار بلومبيرغ مع ولي العهد.. موسوعة الاقتصاد والدبلوماسية

(أفردت وكالة “بلومبيرغ” نخبة من محرريها ومراسليها للخوض في غمار حوار صحفي مطول مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للحديث عن طموحات المملكة وخططها الاستثمارية في المستقبل القريب وبعض الملفات السياسية الساخنة.

وفي مقدمة الحديث كان الملف الأبرز وهو ما يشغل بال المستثمرين الأمريكيين الذين يتطلعون للاستثمار في أرامكو، متسائلين عن سبب التأخير في طرحها للاكتتاب العام، وعما إذا كانت هناك نوايا لدى المملكة بإلغاء العملية، فكان رد ولي العهد مؤكدا على عزم المملكة طرحها في الوقت المناسب بما يضمن مصالحها بالدرجة الأولى ويحقق لها أكبر فائدة ممكنة.

وتناولت الوكالة، تلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحصول على أموال مقابل حماية المملكة، فكان الرد الدبلوماسي من ولي العهد حازمًا وحاسمًا بأن المملكة لا تنتظر الحماية من أحد، ولا يحميها إلا أبناؤها الذين يذودون عنها بدمائهم وأرواحهم.

ومع هذا الرد الحازم من ولي العهد وتأكيده على أن المملكة تشتري الأسلحة من أمريكا مقابل المال، مثلها مثل الكثير من الدول، منوهًا بأن المصلحة المشتركة والعلاقات التاريخية تعزز التحالف بين الدولتين كندّين وليس كتابعْ.

وليس غريبًا أن هذا الحوار الذي تجاوزت كلماته عن 8 آلاف، بات حديث جميع وسائل الإعلام الأمريكية والعربية والعالمية، فكان موسوعة تاريخية واقتصادية وسياسية ودبلوماسية، وهو ما يكشف جليًا عن شخصية ولي العهد وحنكته السياسية والقيادية وقدرته على الموازنة بكل واقعية بين أطراف المعادلة الدولية.

فالأمير محمد بن سلمان، يتحدث بالأرقام ويستشهد بالإحصاءات والمواقف والأحداث التاريخية، فتارة يذكر معدلات إنتاج النفط يوميا في المملكة وقدرتها الكاملة على الانتاج والاحتياطات المتخذة لمواكبة حركة السوق، ولا يكتفي بذلك بل يذكر بالأرقام قدرة الدول المنافسة على إنتاج النفط والتأثير على سعر السوق.

وفي التاريخ، يعود ولي العهد إلى الحرب الأهلية الأمريكية والتي انتهى معها نظام العبودية، مستشهدا بأن كل حركات التغيير تكون لها ضريبة، ولكن المملكة تحرص دوما على أن تكون هذه الضريبة غير مكلفة.

وبالإضافة إلى ذلك فالأمير محمد بن سلمان، يؤكد بالدلائل التاريخية أن المملكة أكبر عمرًا من الولايات المتحدة والتي يتشدق بها ترامب، قائلًا “السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة الأميركية، إنها موجودة منذ عام 1744، أعتقد قبل أكثر من 30 عاماً من وجود الولايات المتحدة الأميركية”.

وبالعودة إلى الاقتصاد والمستقبل، فحازت مدينة نيوم على مساحة كبيرة من الحوار، حيث كشف ولي العهد عن مراحل إنشائها ومزايا الاستثمار فيها، وعزم المملكة على إنجازها في زمن قياسي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button