حينما ترد المملكة .. ينصت العالم

لم يطل صمت المملكة الذي فهمه المغرضون خطأ و اعتبروه مدعاة للمزايدة والمتاجرة و المفاجأة المزلزلة أنه لم يكن رداً من وزير للخارجية أو الإعلام ولكنه كان من صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ الذي ردَّ الاعتبار ووضع النقاط على الحروف وقدم بعقلية الدبلوماسي ورجل السياسية موقف المملكة التي قامت قبل أن ترى اميركا النور ! ولم ينزل سموه لمستوى ترمب الذي يرى الكثيرون من الساسة الأمريكان المرموقين أنه مسئ لأميركا وحاضرها ومستقبلها .
ليس من الكياسة ولا من الحصافة الاصطدام مع أميركا ولا مع إدارة ترمب وهذا درس يقدمه ولي العهد في كيفية إدارة الأزمات الهامة التي قد تؤثر بالسلب على مسيرة المملكة ومصالحها الاستراتيجية والحيوية وكما ذكر سموه أن المملكة استطاعت طوال فترتي حكم أوباما التغلب على محاولات إدارته التي عملت ضد أجندتنا ونجحنا وفشل ؟!
تقوم السياسة الخارجية للمملكة على التعامل بندِّية و استقلالية مع كافة دول العالم من الحلفاء والأصدقاء وهذا لا يمنع من وجود بعض الخلافات في وجهات النظر ولكن أمن المملكة خط أحمر ولا يقبل المزايدة لذلك وكما ذكر سموه فإن السعودية تحتاج إلى ما يقارب ألفي عام لكي ربما تواجه بعض المخاطر .
استراتيجية السعودية تتفق بنسبة 99% مع توجهات الإدارة الأمريكية الحالية فيما يتعلق بدحر المتطرفين والإرهابيين وتحركات إيران السلبية في الشرق الأوسط وهذه ملفات مشتركة وليست فقط تتعلق بالمملكة فضلا عن الاستثمارات الضخمة بين البلدين ولا داعي من التوقف أمام الـ 1% من الخلافات التي يمكن إدارتها بما لا يضر بمصلحة كلا البلدين وتاريخهما المشترك .
الحديث عن تخفيض أسعار النفط هو للاستهلاك الانتخابي في أميركا فالمملكة ودول أوبك لا تملك التحكم في السعر و دورها هو التأكد كما قال سموه من وجود معروض مستدام ولا يوجد نقص مما قد يتسبب في مشاكل للمستهلكين وخططهم وتنميتهم وقد قامت السعودية وشركائها من كبرى الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك بزيادة صادراتها بحوالي 1.5 مليون برميل يوميًا وهو ما يُقدر بـ برميلين إضافيين مقابل أي برميل مفقود من طرف إيران مؤخرا ؟!

ختامًا
حديث سمو ولي العهد لوكالة “بلومبيرغ” كان كما عهدناه واضحاً ومباشراً ويتسم بالصدق والشفافية ووضع النقاط على الحروف خاصة فيما يتعلق بتصريحات ترمب الأخيرة وموضوعات أخرى لا تقل أهمية .