المقالاتد. عبدالحفيظ محبوب

رؤية السعودية 2030 دفعت الاقتصاد الوطني إلى استثمار عناصر القوة التي يمتلكها

رؤية السعودية 2030 رؤية وطنية طموحة تعيد بشكل إيجابي هيكلة الاقتصاد عبر حزمة من الإجراءات النوعية، فإذا السعودية لعبت في السنوات الأخيرة دورًا مهمًا على صعيد أسواق الطاقة بسبب أنها إحدى أكثر دول العالم التي تحقق التوازن في أسواق النفط عبر توفير الإمدادات، الأمر الذي أسهم في تحفيز الاقتصاد ليس فقط المحلي بل أيضًا العالمي نحو المزيد من عمليات الإنتاج والتصنيع.

المشاريع السياحية الجديدة التي أطلقتها رؤية المملكة 2030 تستثمر الميزة النسبية للمملكة التي تفوق دول المنطقة، وكانت معطلة في الفترة الماضية، وحرمت الدولة والمجتمع من استثمار هذا القطاع لصالح دول أخرى، وفي نفس الوقت تفتح آفاقًا رحبة للقطاع الخاص ليكون له دورًا محوريًا في قيادة الاقتصاد المحلي، وتمكنه من خلق فرص وظيفية جديدة بدلًا من الاستمرار في اعتماد القطاع الخاص على العمالة الوافدة.
ليس هذا فحسب بل إن الرؤية تركز على تقوية الركائز الاقتصادية وستدخل مرحلة تغيير في الطبيعة الديموغرافية للمملكة بعد تنفيذ مشروع نيوم الذي يحاكي مدن المستقبل، ويمكن أن تحاكيها عدد من المدن الأخرى في المملكة ولو جزئيًا.
السعودية من خلال إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن مشروع نيوم فاجأ العالم الذي يصب في بناء المستقل الجديد للسعودية، ويقود إلى مزيد من بناء مستقبل تقوده الأجيال القادمة من خلال العمل الإبداعي، مما يتطلب تغيير نمط التعليم المحلي بما يتوافق مع متطلبات تلك المشاريع الذكية العملاقة الذي يمكن المملكة من الدخول إلى عالم الذكاء الاصطناعي العالمي، لأن العلماء الشباب بحاجة إلى المؤسسات العالمية مثل معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة الذي يعد فرصة لنجباء العلوم من الطلاب أن يشاركوا بأبحاثهم العلمية في مثل تلك المعارض.

فمثلًا نجد أن طلاب جامعة هارفارد يضعون تصورات تخطيط محفظة العلا المستندة على نظم المعلومات الجغرافية، نظرًا لما تحتويه محافظة العلا من كنوز أثرية وتراثية ومعالم طبيعية فريدة تجذب الزوار من مختلف العالم، هي فرصة لالتقاء هؤلاء الطلاب بطلاب الجامعات السعودية لتبادل المعرفة واستنساخ نفس تلك النماذج من قبل الجامعات السعودية؛ لتصبح مصدرًا للمعرفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تقاوم المصالح التجارية والاقتصادية، وإصلاح أنماط الهياكل الاقتصادية السابقة التي أفرطت في الاعتماد على النفط والدولة والعمالة الوافدة.
لأن التصدي لإصلاح الخلل الهيكلي الاقتصادي السابق ليس عملًا اختياريًا بل يعتبر عملًا تفرضه التحديات التي مرت بها الدولة عند انخفاض أسعار النفط في منتصف عام 2014.
رؤية المملكة هي التي تبني المستقبل، وهي عنوان كبير لمشروع كبير، وطموح يقوده الشباب المبدع، القادرة على قيادة مشاريع فريدة من حيث الأهداف والأدوات مقوماته المعلنة تضمن نجاحها، وهي مشاريع تجمع بين الإبداع والتنوع ببنية تحتية جديدة، حتى تتحول المملكة إلى منطقة جذب تتمكن من تفعيل مميزات المملكة التي تربط بين القارات الثلاث.

رؤية المملكة ركزت على إقامة مشروعات عملاقة خصوصًا وأنها أعلنت عن ضخ مبلغ 500 مليار دولار من خلال صندوق الاستثمارات العامة من أجل تحقيق مكتسبات اقتصادية هائلة وضخمة تحد من تسرب الأموال إلى الخارج، وفي نفس الوقت تتحول تلك المشاريع العملاقة إلى جذب الأموال العالمية والخبرات والشركات المتقدمة، مما يؤدي إلى رفع قيمة الناتج المحلي الإجمالي، ويزيد من متوسط دخل الفرد لتكون من أعلى الحصص العالمية خلال السنوات القادمة.

أستاذ بجامعة أم القرى بمكة

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button