كثرت حقيقة مؤخرا القروبات الاجتماعية، وزادت عن الحد المقبول. وأصبح إنشاؤها لايكلف الكثير من مؤسيسيها سوى مجموعة من الأسماء المخزنة في ذاكرة الهاتف وضغطة زر وفي دقائق تصبح المجموعة جاهزة، وتنطلق رسائل الترحيب بالأعضاء الجدد وتطغى أحياناً المجاملات الترحيبية لأعضاء دون آخرين. وهنا تبدأ بعض الحساسيات. ومن ثم تنهال عاصفة المشاركات دون التركيز على المحتوى أو مراعاة ملائمة المشاركة. ومن المواقف الطريفة والتي تحصل باستمرار في حالات القيام بواجب التعزية في الواتساب فمثلا حينما يكون المتوفى رجل ويخطئ أول معزي باعتقاده أن المتوفى إمرأة فيخاطب في كلامه المعني بصيغة المؤنث فيتبعه الجميع في الخطأ حتى يتنبه أحد المشاركين في المواساة. وغيره من المواقف المحرجة.
وبعيدا عن المواقف المحرجة تأتيك المواقف السخيفة من بعض المؤسسين خالية عن الذوق واللباقة. فكونه متحكم في عملية إزالة العضو وفي حال طرح قضية قابلة للنقاش بين جميع الأعضاء وهي حق متاح للكل.. تجده وفي أول اختلاف مع أحد الأعضاء يحاول أن يفرض رأيه على العضو بالقوة. ويشعرك بأنه الفاهم الوحيد في القروب وأن غيره مجرد أدوات كتابية متحركة فقط لاتفقه ولاتدرك الواقع. وعندما يصل الاختلاف إلى طريق مسدود تأتي الإزالة في أسرع وقت. والحمد لله أن كل هذا يحصل في قروب اجتماعي محدود.. فكيف لوسلمت له قضاء حاجات الناس ..؟ والعكس صحيح فغيره ينشئ القروب وتكون مهمته الإضافة فقط وتكون نظرته على القروب من باب زورونا في السنة مرة..! وعجائب كثيرة تطول في القروبات لايتسع المجال لذكرها.
إن على مؤسسي القروبات تحديد الغرض من إنشائها.. من خلال إيضاح الهدف من التأسيس بمعنى أن المجالات متاحة مابين اجتماعية، وعلمية، وتعليمية، وتجارية، ورياضية، وعمل وغيرها. بالإضافة إلى ضرورة أن يضع المؤسس الشروط اللازمة من أهمية الاحترام المتبادل بين الأعضاء، وتقدير وجهات النظر المختلفة، والفائدة والمتعة من المعلومة المطروحة، مع أهمية الابتعاد عن المساس بالشخصيات العامة، والمساهمة في حفظ أمن البلد، والبعد عن العنصرية والكراهية، مع اختيار عملية الإزالة وقت مادعت الحاجة لها، والأهم من هذا كله التزام المؤسس نفسه بكل ماورد، وأن يكون بمثابة القدوة الحسنة في جميع تصرفاته. فمتى نفذت هذه المقترحات أعتقد أن القروبات ستكون ذات فائدة مرجوة. وغير ذلك سيترك بالتأكيد الحبل على الغارب!
كلام في الصميم سلمت أناملك أبا محمد