من المثير حقًا، أن تأخذ قضية ( المواطن جمال خاشقجي) هذا المنحى من المغالطات الرخيصة، والاتهامات الباطلة، دون أدلة واضحة، ولا مستندات قانونية صحيحة. بادرت الأبواق المشبوهة والمعادية، لبلادنا إلى توجيه الاتهامات، بالاعتقال، والإخفاء القسري، والخطف، ثم القتل، قبل أن تقول الحكومة التركية كلمتها، وتفصح الجهات القضائية عن رأيها القانوني، ودون تقديم أدلة ثبوتية على هذه الاتهامات الرعناء.!
أخذت القضية أبعادًا خارج إطارها الحقيقي، وسياقها الطبيعي، وقنواتها الرسمية؛ مما يُثير التساؤلات عن وجود أيد خفية مشبوهة ومعادية، قد خططت ونفذت ضد ( جمال خاشقجي) ما تريد من خلاله الإساءة إلى المملكة، وتشويه سمعتها، واستثمار ذلك في افتعال أزمة بين الرياض، وأنقرة.
من اللافت جدًا، أن المملكة، قيادة وحكومة، ومن خلال تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع- يحفظه الله- وكذلك السفارة السعودية وقنصليتها في تركيا، كانت على أعلى درجات ضبط النفس، وتعالج الأمر بحكمة، وتوؤدة، رغم أن تصريحات بعض المسؤولين والمستشارين الأتراك كانت غير منضبطة.
وإذا وضعنا هذه القضية على طاولة النقاش، فإننا نرى أن السلطات التركية، يجب أن توجه إليها المساءلات، وتقدم الإفادات اللازمة للسلطات السعودية، نحو اختفاء (المواطن جمال خاشقجي)، وهي المسؤولة عن سلامته، خاصة وأن هناك جهات معادية قد بادرت إلى توجيه اتهامات زائفة ضد المملكة، قبل بدء، وانتهاء التحقيقات؛ مما يولد الشكوك نحو الجهات المستفيدة من ذلك، وفِي طليعة ذلك المسؤولين في قطر، وأبواقهم الرخيصة.
التساؤلات المطروحة في هذا الإطار كثيرة جدًا، والتصعيد الإعلامي من الجهات المعادية، يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها، ولا نعلم على وجه الدقة حتى الآن الموقف الحقيقي للحكومة التركية، وهل هي متبنية لآراء الأبواق الرخيصة، أم أنها تبحث عن الحقيقة. وكيف نفسر مسارعة مستشار الرئيس التركي إلى توجيه الاتهامات للقنصلية السعودية في إسطنبول، وتأكيده مقتل جمال خاشقجي، وتلقف الإعلام الرخيص في الدوحة لذلك، والاعتصامات التي تتم أمام القنصلية السعودية، تحت مرأى ومسمع الحكومة التركية؟
أخيرًا، أعتقد من خلال القراءات السابقة، والملابسات الظاهرة، أن هذه قضية مفتعلة، ومدبرة، ولا أستبعد أبدًا من خلال المعطيات، أن هناك عملًا استخباراتيًا، وأن ثمة أهدافًا خبيثة، يسعى من يقف خلفها إلى الإساءة إلى بلادنا المباركة – حرسها الله- وأجزم بأن ذلك كله ليس بخافٍ على المسؤولين في المملكة، وستتصدى له بعزم وحزم.