منذ سنوات مضت، وأنا أتابع رئيس رابطة مشجعي نادي الوحدة والمنتخب عاطي الموركي عبر شاشة التلفزيون، ورغم أني كنت في سن يعتبر سن طفولة إلا أنه لم يسمح لي بدخول الملاعب، لأستمعت بأهازيج وغناء عاطي، فظللت أتابعه عبر الشاشة وأتابع أخباره ومشاركاته، وكانت أجمل وأفضل مشاركاته مع المنتخب السعودي بدءًا من مباريات كأس آسيا 84 التي حقق بطولتها المنتخب السعودي، مرورًا بتصفيات لوس أنجلوس وانتهاءً ببطولة كأس العالم الأخيرة في روسيا.
وبعيدًا عن مشاركات عاطي الموركي مع ناديه المفضل الوحدة أو المنتخب، فإن عاطي الموركي يملك من اللغة الإنسانية ما يعجز اللسان عن ترجمته، ولعل هناك من يذكر موقفه مع نادي الاتحاد، إذ يرى عاطي أن الاتحاد رغم منافسته للوحدة فإنه رفيق الدرب الذي لا يمكن التخلي عنه، وظهر ذلك من خلال مشاركته في الاحتفالية التي أقامتها رابطة الجماهير الاتحادية بمكة المكرمة بمناسبة فوز الاتحاد بمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، عام 2007، ويومها كما بلغني لم يكتفِ عاطي بتلبية الدعوة، بل شارك في تقديم عدد من المواويل مع فرقة أبو سراج التي أحيت الاحتفالية ومواويل الموركي حملت في طياتها التهاني والتبريكات للاتحاديين بمناسبة الفوز بالكأس الغالي.
هذا هو عاطي الموركي المشجع الإنسان الذي يرى أن الرياضة أخلاق وذوق، قبل أن تكون منافسة، وأن المنافسة الحقيقية داخل الملعب أما خارجه فنحن أخوة متحابين.
وكما يقول والدي – حفظه ربي – إن عاطي الموركي هو كابتن المدرجات، وعلامة مميزة في مدرج نادي الوحدة فإن تغيرت الإدارات واللاعبون لم يتغير عاطي أو يتخلف عن الحضور بأي مباراة.
فمتى يصل أصحاب العقول المريضة إلى مستوى يؤهلهم ليكونوا رياضيين، يدركون أن الرياضة تجمع ولا تفرق، وأنها مجرد هواية تمارس وتنتهي، وتبقى العلاقة الإنسانية جامعة.
وأملي ورجائي أن يسعى المجلس البلدي لمطالبة أمانة العاصمة المقدسة بإطلاق اسم عاطي الموركي على أحد الشوارع الرئيسيّة لأن عاطي يستحق هذا، ولَم يكن مجرد مشجع، بل معلم يعلم الأجيال كيف يكون التشجيع.