مات خاشقجي…نعم مات فارس الإعلام سواء كنا متّـفقين معه أو مختلفين، ولكن الرجل رحل عن الدنيا، وترك خلفه أسئلة كثيرة وحكايات أكثر نختصرها في سؤال واحد.
من المستفيد من رحيله؟
منذ الثاني من أكتوبر، ووسائل الإعلام العالمية في اشتعال محموم موجّهين سهام ألسنتهم وأقلامهم تجاه السعودية بشكل لم يسبق له مثيل حتى أصبح الكل بدون استثناء يدلي بدلوه “محللًا، ومؤكدًا، ونافيًا، وشاطبًا، ومضيفًا، ومرتْـوتًا، ومغرّدًا، وباكيًا، وشامتًا، ومشكّكًا” بينما إعلامنا في صمت مُطْـبق لم ينْبس ببنت شفة سوى انتظروا معنا لنرى ما تسفر عنه التحقيقات في غرفة العمليات المشتركة بين الجانبين التركي والسعودي.
أحبتي:
إنّ أولئك المتباكين على دم خاشقجي لا يهمهم ولا يعنيهم ولا حتى أثرّ بهم وجوده من عدمه .. لماذا؟ لأنّ فكرة مطالباتهم هي نفس فكرة المطالبين في السابق “بدم عثمان ولكن بصورة حديثة” لأنّ خاشقجي، إنْ صحّ التعبير فرد كـعثمان بن عفان -رضي الله عنه- ووجه الشبه بين القصتين هو هدم بنيان الدولة بالشعارات الرنّانة.
ما أشبه اليوم بالبارحة، جاءت قصة خاشقجي بنفس الشبه، وبنفس البكاء والعويل، وإنْ اختلفت الوسائل لكن المحصّلة واحدة (تلك بحمل المصاحف على أسنّة الرماح وهذه بصيغة “المودرن” مع الالفية الثالثة)؛ لذا تحولت قضية خاشقجي شمّـاعة أو قل مسمار جحا أو صيدًا إعلاميًا ثمينًا ضد السعودية ليتم هــزّ صورتها وأركانها لكي تخسر ما تبنيه من أهداف.
إنّ السعودية التي أعلنت مرارًا وتكرارًا أنّ نفطها خلال سنواتٍ معدودةٍ لا تتعدى الخمس سيكون آخر ما يمكن الاعتماد عليه في بناء مستقبلها؛ لأنّها تريد أنْ تسابق بشبابها دول العالم خارجةً من دائرة البترول الضيقة إلى أفق الاكتفاء الذاتي اقتصاديا من خلال الاعتماد على سلة اقتصاديات متنوعة.
لذلك نستطيع القول إنّ الهجمة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها السعودية في الأيام الماضية، كانت مُمَنْهجة للتّأثير على سير الاقتصاد السعودي بشكل مباشر؛ لكي تسحب الشركات الكبرى والمستثمرين الثقة منها لتتوقّف مشاريعها وأحلامها لتعود إلى نقطة الصفر تابعـةً مُنْقادةً ذليلةً لا تفكر إلا في قوت يومها من يد الآخرين.
لذلك كانت المبالغة في تهويل قضية مقتل خاشقجي من قبل (الكلبة المسعورة) – أجلكم الله- قناة الجزيرة وضحةً للكل ناهيك عمن وظّفتهم لكي تؤثّـر على الرأي العالمي؛ حيث اشترك في خندقها كل من (شريفة .. والإخونجية والقومنجية) حتى أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات تغْـلي وتصْـرخ وتتباكى مطالبة بدم “خاشقجي”…كل ذلك حصل لمدة سبعة عشر يومًا والسعودية تراقب الموقف في صمت ودقّة ويقظة. ثم ماذا بعد؟
أعلن النائب العام في السعودية بعد منتصف الليل من يوم الجمعة عن وفاة خاشقجي بعد شجار دار بينه وبين عدد من المراجعين في القنصلية وعلى إثر ذلك تم ايقاف ثمانية عشر متهمًا، وإقالة عدد لا يستهان به من المسؤولين في بعض الجهات، كما أكد النائب العام على أن التحقيقات مستمرة وسيتم في وقت لاحق الكشف عن كل ما يتعلق بالقضية للرأي العام.
أحبتي:
فعلًا كانت “ضربة معلّم” لكافة وسائل الإعلام النابحة التي حاولت إلصاق التهمة بالقيادة السعودية، واعتبارها هي المحرك الرئيس للقضية وبهذا الإعلان دخلت أغلب الفئران الإعلامية جحورها إلا (الكلبة المسعورة – قناة الجزيرة)؛ حيث لم يهدأ لها بال بذلك الإعلان فبدأت بطريق آخر وهو أن الحكومة السعودية اشترت القضية من تركيا وأمريكا لكي تبقي في منأى عن الشبْهة، ولكن مسكينة تلك الكلبة ومن صدّق ويصدّق رواياتها.
– ألم يعلموا أنّ الملك سلمان بعد توليه للحكم بدأ بالقصص من أحد الأمراء لصالح مواطن قُـتِـل ابنه؟
– ألم يعلموا أنّ حكومتنا قد وضعت في السجون الكثير من الأمراء المتهمين بالفساد وأحالتهم للقضاء ؟
– ألم يعلموا أنّ من حق أي مواطن تقديم شكوى ضد أي مسؤول في السعودية وأخذ حقه؟
إنّ السعودية اليوم أكثر قوّةً وصلابةً مما كانت عليه فلم يعد يهمّها نباح الكلاب ولا صراخ النائحات ولا تطبيل الحمقى ولا تخشى ابتزاز أحد أو تشترى رضى أيـّا من كان هل تعلمون لماذا ؟
لأنّ القوة التي تستمدّها من توفيق الله هي المحرك لها، ثمّ من تلاحم المواطنين ووقوفهم صفًّا واحدًا خلفها في ثقة تامة جعل منها القوة التي ستعيد بإذن الله للعرب والمسلمين عزّتهم مهما حاول الغرب أو أبناء شريفة تشويه سمعتها أو الوقوف في طريق تقدمها ونجاحها.
لذا يجب علينا كــمواطنين
أنّ نصمّ آذاننا عن تلك التحليلات المُغْرضة وتلك الآراء السافلة التي تنال من وطننا ومهما حصل فــخاشقجي مواطن سعودي وقُتِل في مكان تابع للسعودية وسوف يحاسب القضاء السعودي كل من شارك في قتله بكل شفافية وبدون رحمة أو تقاعس، لذلك لا تفرحوا يا من تسعون بالفتنة فالسعودية برجالها أكبر من توقعاتكم وأحلامكم التافه.
همسة:
في وطني الكل سواسية تحت ظل القيادة وسيادة القانون.