مرحبًا أعزائي القراء. مقالي لهذا الأسبوع أتحدث فيه عن (إنسانية إنسانة) عن شخصية ارتقت لتسمو بأخلاقها وعطائها، وبذلها ارتقت لتكون نجمة لامعة في سماء الطفولة ورعايتها. شخصية ضحت بوقتها وجهدها، وسخرت إمكاناتها المادية والمعنوية في سبيل دعم ورعاية فئة غالية على قلوبنا جميعًا، وهم الأطفال. شخصية أرى أنه من الواجب علينا في المجتمع أن نشيد بها وبجهودها الملموسة في خدمة ورعاية الطفولة. وفي الواقع كنت أفكر في طرح مقالي هذا منذ فترة، ثم تشرفت بلقاء سموها الكريم، وخرجت من هذا اللقاء وأنا أكثر إصرارًا على طرح هذا المقال. حيث خرجت من هذا اللقاء، وأنا أحمل في نفسي كل التقدير والاحترام والاعتزاز لهذه الشخصية غير التقليدية، فهي شخصية فذة، مبدعة، مفكرة مثقفة، منجزة ذات رؤية وثابة وطموح منقطع النظير. شخصية تتصف بالاتزان العقلاني واضحة في أهدافها، ترسم خطاها بكل ثبات منطلقة من أسس ثابتة مبنية على قواعد راسخة صلبة تنبع من مبادئها الدينية، وقيمها المثلى متمسكة بشموخ شخصيتها، عازمة على تقديم كل ما يفيد دينها ومليكها ووطنها. إنها بالفعل (إنسانية إنسانة)، إنها صاحبة السمو الأميرة ( دعاء بنت محمد عزت ) حرم صاحب السمو الأمير ( محمد بن عبدالله بن تركي بن عبد العزيز آل سعود )، تلك الأميرة الإنسانة التي تشرفت بلقائها فجذبني خلال هذا اللقاء شخصيتها المتواضعة التي امتلأت إنسانية وحبًا، وعطفًا، ورحمة، وامتلكت قلبًا رحيمًا عطوفًا جعلته منطلقًا لكل أعمالها الإنسانية والخيرية.
أعزائي القراء. ربما يراني البعض مبالغًا بعض الشيء في مقالي هذا، ولكنها الحقيقة التي لمستها بكل ما أملك من جوارح ولا أبالغ إذا قلت أن ذكر سموها الكريم يتكرر في كل المجالس التي أحضرها سواء كانت مجالس علمية أو ثقافية أو إعلامية فحيث ما ذكر الخير، وذكرت الطفولة ذكرت سموها الكريم. ولعل هذا مما زادني رغبة في الكتابة عن هذه الشخصية القدوة.
أعزائي القراء. في الوقت الذي نسمع فيه ونشاهد بين الفترة والأخرى عن أوضاع الأطفال المؤلمة في العالم بين التشريد، والضياع، والقتل، والتهجير، والخوف، والجوع؛ وخصوصًا في عالمنا الإسلامي والعربي. نجد هذا الاهتمام، وتلك الرعاية من لدن سموها الكريم بهذه الفئة الغالية علينا ولا مجال هنا لذكر كل تلك الإنجازات والإبداعات التي تميزت بها سموها الكريم فهي أكثر من أن تحصى. ولعلمي اليقين أن إنجازات سموها هي من تتحدث عن نفسها ومسيرتها العطرة كافية وشاهدة على ذلك. ويكفي أن أضرب مثالًا واحدًا فقط عن تلك الإنجازات وهو حصول أكاديمية ملتقى الأصدقاء التي تشرف عليها سموها الكريم على شهادة الأيزو العالمية في الجودة ورعاية الطفولة. ولو فتحت لنفسي المجال للحديث عن أعمال سموها الكريم لما انتهيت من كتابة مقالي هذا. ولا أنسى أن أذكر هنا جانبًا واحدًا أيضًا من إنسانية تلك الإنسانة المرهفة الحس عطوفة الوجدان، وهو أنه خلال لقائي معها -حفظها الله- كنت أحدثها عن بعض الأطفال الذين يعانون من التشرد والتسول، ومن الضغوط التي يتعرضون لها من ضعاف النفوس من أجل العيش. فما كان من سموها الكريم ومن ذلك القلب الرحيم، ومن تلك الأعين التي امتلأت رحمة وشفقة وألما إلا أن أذرفت دموعًا تجري بالحسرة والألم والرحمة على هؤلاء الاطفال. وعندها أدركت تمامًا لو أن كل إنسان منا يملك الأحاسيس النبيلة كتلك الأحاسيس وقلوبا رحيمة كذلك القلب لما وصل حال أطفالنا في عالمنا العربي إلى هذا المستوى من التردي والانحطاط المعيشي والأخلاقي. وعندها سألت نفسي ! لماذا إعلامنا مغيب عن مثل هذه الشخصيات في مجتمعنا ؟؟!! وأنا أعلم علم اليقين أن مثل هذه الشخصيات موجودة. وما صاحبة السمو الأميرة ( دعاء ) إلا واحدة من تلك الشخصيات . فهي شخصية مؤثرة في المجتمع ومن حقها وغيرها من الشخصيات أن نشيد بهم ليس للظهور ولا للسمعة فهي لا تحتاج لذلك لأن نجاحاتها هي من تتحدث عن ذلك. ولكن من أجل الافتخار والاعتزاز بمثل هذه الشخصية القدوة التي أظهرت المرأة السعودية بصورة مشرفة عكست كل تلك التوقعات التي كان يطلقها المغرضون، وينعق بها الجهلاء بفشل المرأة السعودية؛ حيث أثبتت سموها وبكل اقتدار أن المرأة السعودية قادرة على العطاء والإبداع مع تمكنها بالاحتفاظ بهويتها الإسلامية وبمكانتها الدينية وقدرتها على التربية والتنشئة الصالحة. وهذا ما مثلته لنا شخصية سمو الأميرة الإنسانة المبدعة الناجحة والمربية الفاضلة (دعاء)، فلها منا كل الشكر والثناء على إبداعاتها وإنجازاتها التي عانقت عنان السماء.