استمع العالم أجمع لحديث صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، من منصة “دافوس الصحراء”، كان الجميع يعلم أن لدي هذا الشاب الملهم ما يود قوله حول أحداث الساعة، وقراءة مستقبلية برؤية ثاقبة للمنطقة العربية والعالم، فخرجت الجلسة نموذجًا يُدرس في علم الدبلوماسية والمؤتمرات.
كان الحديث عفويًا، صادقًا شفافًا ومباشرًا، تنساب منه الحقائق متسلسلة تسندها لغة واثقة ومحددة، وضعت النقاط فوق الحروف بشكل غير قابل للتأويل أو تحميل الجمل أكثر من معناها، فهو حديث نابع من القلب سنده لغة جسد تعبر عن الثقة والمحبة المطلقة لما ينساب من معلومات.
جمل عفوية حملت مشاعر قائد مستقبلي نحو المواطن، وخاصة الشباب الذي ألهبوا المكان بتصفيق حار عند قوله “أعيش بين شعب جبار وعظيم لا يعرف المستحيل. همة السعوديين مثل جبل (طويق) ولن تنكسر”، معرجًا نحو الحديث عن ملامح الاقتصاد السعودي في مرحلة ما بعد النفط، والذي بدأ بالفعل خطوات جادة لتنويع مصادره: “إيرادات السعودية غير النفطية تضاعفت ثلاث مرات”، ويستشف من ذلك الأرقام الكبيرة التي ستتحقق خلال السنوات التي تسبق عام رؤية 2030.
وكشف عن أمنياته التي أكد سعيه على تحقيقها على أرض الواقع، ليس في المملكة فحسب بل لكل منطقة الشرق الأوسط، فهي وإنسانها يستحقون أكثر من واقعهم، وهي رسالة واضحة لدول المنطقة بإمكانية التغيير نحو الأفضل، فتناول ذلك بلهجة العارف بدهاليز السياسة وواقع المنطقة: “حرب الشرق الأوسط حربي التي أخوضها شخصيًا، ولا أريد أن أفارق الحياة إلا وأرى الشرق الأوسط في مقدمة مصاف العالم، وأعتقد أن هذا الهدف سيتحقق مئة بالمئة”.
ولم يكن الحديث مسترسلًا، فهذا القائد الملهم يتحدث عن حقائق ماثلة، ومستقبل يمكن أن يتحقق خلال خمس سنوات، وهي في عمر الشعوب قليلة جدًا.. تحدث في جمل قصيرة عن خارطة طريق المنطقة بقوله: “اقتصادات دول السعودية والإمارات والأردن والكويت ومصر ولبنان وحتى قطر التي نختلف معها، ستكون غير ما هي عليه خلال السنوات الخمس المقبلة”. وفي ذلك تنبيه وقراءة متقدمة لصاحب معرفة بمعطيات السياسة والاقتصاد والنواحي الاجتماعية لشعوب المنطقة، وما ستصبح عليه الأحوال خلال السنوات المقبلة.
وفي لفتة متميزة قال إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أتی في التسعينيات وقدم أنموذجًا في دبي يُحتذى به، وأشاد بما حققته دبي من تطور ونجاح قائلًا: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رفع سقف النجاح في الشرق الأوسط.
هذه اللفتة قابلها الشيخ محمد بن راشد بتحية تناقلتها وسائل الاعلام، حيث عكست العلاقة والمحبة والأخوة المثالية بين قادة دول الخليج:
ياجبل ما يهزك ريح… كلنا في صفك أخوانك
معك بالتصريح والتلميح … نبذل المجهود في شانك
يا محمد مـن جفاك ايطيح … ناصرك الله ع عدوانك
رجح قدرك ولك ترجيح… بالعقل ربك عطا وزانك
خطة التطوير والتصحيح … بيدينك بين العرب شانك
ودافـس الصحراء لها تربيح … والاقتصاد الحر ميدانك
مايهمك لي يصيح ايصيح… وعشت سالم فايز أرهانك