فوضى الكراسي العلمية .. أين الإنجازات ؟!‏‎

جاء تقرير التنمية الثقافية العاشر الذي أطلقته مؤسسة الفكر العربي والتي ‏يترأسها مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي ‏الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة هذا العام ليشخص واقعنا ‏العربي و ليضعنا على مفترق طرق فإمّا “الابتكار ” أو ” الاندثار” ولا ‏يوجد أمامنا خيار ثالث!‏
و أستعرض هنا حال الكراسي العلمية في جامعاتنا السعودية والتي وصل ‏عددها إلى (238) و أهدرت عليها مئات الملايين ثم كان مصير ‏أغلبها هو الفشل الذريع حتى أن بعض الجامعات أقدمت على ‏تجميد وإيقاف أعداد غير قليلة منها ؟!‏

لم تسهم الكراسي العلمية في معظمها في تطوير البحث العلمي، ولا ‏ساهمت في إرساء مجتمع المعرفة، ولم تنجح في تأسيس شراكة ‏إستراتيجية مع المجتمع ولم نلمس لها أي دور في نشر ثقافة الابتكار ‏والإبداع بعكس المأمول والطموحات العريضة التي صاحبت إنطلاقها ‏فما السبب ؟!‏

لاشك أن الحرص على التمويل كان له الأولوية على موضوعات ‏الكراسي العلمية التي كانت تخضع للمجاملة ولإضفاء الوجاهة ‏الاجتماعية على المُموّل وفي ظل غياب كامل لمعايير الجودة و التقويم ‏والمتابعة مما اضطر الكثير من الممولين إلى التوقف بعد مرور ثلاث ‏سنوات وهو الحد الأدنى للتمويل لأنهم لم يجدوا عوائدا مجزية ولا ‏إنجازات ملموسة تبشر بأي أمل ؟! ‏

و بحسب تقرير لوزارة التعليم فإن المملكة تحتضن 169 معهدا ومركزا ‏بحثيا في الجامعات تمول من ميزانيات الجامعات و 25 مركزا بحثيا ‏يصرف عليها رجال أعمال و135 جمعية علمية أغلبها لا يمتلك مقرات ‏؟!.

ختامًا

ألم يحن الوقت لإنشاء وزارة مختصة ‏للبحث العلمي لمواكبة رؤية المملكة 2030 و لتكون مظلة تجمع هذه ‏المراكز البحثية والكراسي و الجمعيات العلمية لترشيد الإنفاق و منع ‏هدر المخصصات من خلال وضع استراتيجية متكاملة للبحث ‏العلمي في المملكة وفق أولويات المرحلة وإحتياجات المجتمع ؟!‏ وللاستفادة من مئات الأبحاث حبيسة الأدراج .