همسات الخميس
كانوا أقل من رويبضة، أو كان الواحد منهم رويبضة بلا عمل، حتى جاءهم من دجّنهم ثم نفخ فيهم وقال لهم: سيروا في الأرض فأنتم رويبضة. فرحوا كثيرا بتك المرتبة دون اكتراث لوضاعتها، فرحوا لأنها ستحقق لهم مآرب شتى: اكتساب مال والظفر بمنصة يراه فوقها أقرانه وندماؤه.
أحدهم ظفر بصحيفة سيّارة تحمل اسما غاليا عند العرب والمسلمين وحتى عند غيرهم من أهل الديانات السماوية الأخرى، وكان يكفي تلك الصحيفة أن تعطي نزرا من اهتمامها بقضية فلسطين وقدسها الشريف لتكون جديرة بقداسة ذلك الاسم، هذا إن لم تكن وقفا عليها، ومع ذلك فإن فلسطين وقدسها كانتا دائما في الصفوف الخلفية من اهتمام للصحيفة
غيره ظفر بقناة فضائية تبث برامجها من مكتب بسيط في دولة استعمارية، وتراه وضيوفه أشبه بحارس عمارة في مدينة رطبة يجالس ثلة من أصدقائه (وإن كان حارس العمارة أطهر وأزكى) وتراه يثرثر وكأنه يبث برنامجه من على أمتان الفرقدين لفرط ما فيه من مكابرة ومن صلف ومن عنجهية.
ثالثٌ أعطوه صحيفة عنكبوتية ويقول أن لها بعدا ورقيا فإن صدق فأظن ذلك مما يضاعف ذنبه ولا أتألّى على الله، لكن ما يكتبه في صحيفته العنكبوتية من كلام بذئ فاحش يبرر ما قلت وإن كان حسابه وحسابنا عند الله يوم يقوم الحساب. وهو في مجمل حاله مثل سائر المدجّنين في الأرض: دعاة فتنة وألسنة شرّ. ضائعون جاء من رفعهم إلى مرتبة رويبضة ثم دجّنهم حتى أمسى الواحد منهم بلا رقبة وأصبح بلا جبهة.