المقالات

المتقاعد خبرة عملية صنعتها السنون

الكل في هذا الوطن الغالي يتشرف بخدمة دينه، ثم مليكه ووطنه ومجتمعه في أي مجالٍ كان، فالبعض تستمر خدمته لعشرات السنين، يكتسب من خلالها أنواع العلوم والمعرفة والخبرات، ويصادف الكثير من البشر ما بين زميل ومواطن ومقيم، ويتعرف على العديد من الأماكن ومن يكون صاحب منصب أو جاهٍ أو مكانةٍ في إدارته تجد الناس ملتفين حوله هذا يقترب منه، وهذا يتودد إليه وهذا يقبل رأسه، وهذا يجلسه في صدر المجلس، وهذا يفتح له باب سيارته والآخر يغلقه ويودعه. وعندما يحين تقاعده  إما لبلوغ سنه القانوني أو لظروفه الصحية أو لرغبته الشخصية بعد تلك السنين التي قضاها في خدمة وطنه وكل من يعرفه ومن لا يعرفه، مؤديًا لواجبه الديني والوطني بكل صدق وأمانة وإخلاص، لن يستمر معه بعد هذه الرحلة العملية سوى أصدقائه الحقيقيين الذين كانت صداقتهم في الله ولشخصه الكريم البعيدة عن أي مصلحة دنيوية إلى بعد الممات.

أما أصحاب الأقنعة المزيفة والوجوه الملونة، فسرعان ما تبدأ بالتلاشي رويدًا رويدًا حتى توارى عن الأنظار  للبحث عن مصلحة أخرى، لماذا ؟  لأن صاحبها متقاعد عديم الفائدة في نظرتهم التي لاتتجاوز أطراف أقدامهم، لايعلمون  أن ذلك المتقاعد الذي جعل جُلَّ وقته وجهده في خدمة دينه، ومليكه، ووطنه عمل بكل عزيمة واقتدار وإخلاص وتفانٍ لديه *خبرة عملية صنعتها السنون*  تُدرّس بها الأجيال جيلاً بعد جيل.

ومن هنا أقترح أن يكون هناك مجلس استشاري بجميع مناطق المملكة، ومدنها، ومحافظاتها يشغله أصحاب الخبرات الطويلة من المتقاعدين كل في مجاله واختصاصه للاستفادة مما اكتسبوه من خبرات عملية.

أن يكون لهم خصومات لدى شركات الطيران، والمستشفيات الخاصة الكبرى، والفنادق، والمنتجعات السياحية، ومحلات تأجير السيارات.

أن يكون لهم أندية ترفيهية، وثقافية متكاملة في كل منطقة ومدينة، ومحافظة لقضاء فيها وقت فراغهم.

أليست هذه الفئة المخلصة لدينها ومليكها ووطنها جديرة بمثل هذه المميزات؟!  فهذا المتقاعد الكريم لازال يحمل في جعبته الكثير والكثير من الهمم العالية  التي لن تنكسر بالتقاعد أو خلافه.

مدير التحرير بالباحة

Related Articles

3 Comments

  1. كلام جميل اخوي حسن ..
    ولكن المتقاعدون على صنفين ..
    الاول منهم هو من ذكرته خدم وطنه واكتسب الخبرات التي يفترض ان تدرس وان يستعان به وبخبراته كما تفضلت ..
    والصنف الآخر خدم في وظيفته وخرج منها دون ان يؤثر او يتأثر .

  2. نعم ابا الوليد هذا مما طرح اقتراحه منذ زمن واشكر لك طرح الفكرة وتجديدها.. والخبرات المؤهلة من الفضلاء المتقاعدين ذخيرة وطنية وكوادر مفيدة يحسن الإفادة منها كل في مجاله وحقله.
    بوركت ولا جف مدادك.

  3. احييك يا استاذ حسن
    مقال جدير بالاحترام
    والاخذ في الاعتبار من قبل المسوؤلين
    الذي يُنتظر منهم الكثير والكثير تجاه تلك الفئه الغاليه على قلوبنا التي بذلت الغالي والنفيس وافنت زهرة شبابها في سبيل خدمة الوطن وقوبلت بالتجاهل ولم. يُكتفى بذلك بل لم تستطع ان تستلم حقوق نهاية الخدمه الا بعد ان قضت سنين عبر مطالبتها عن طريق الجهات القضائيه ومنهم من حصل عليها ومنهم من ينتظر ومنهم من قضى نحبه
    للاسف قبل ان يحصل عليها نتمنى ان يجد مقالك هذا الذي يعبر عمايدور بخلج المتقاعد وان يجد اذان صاغيه من المعنيين الذين استكثروا حتى تكريم معنوي بحق هذا الفئة الغاليه على قلوبنا.
    لك مني اجمل التحايا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button