من أوائل المنتديات الأهلية والخاصة التي تأسست في المملكة العربية السعودية، ومازال عطاؤه الفكري والأدبي والثقافي مستمرًا.
أسسه أحد رجالات مكة الفضلاء، والذي عرف بأنه صاحب المبادرات الخيرية في كافة المجالات، فهو أول من أنشأ مستشفى يضم كافة التخصصات الطبية لخدمة أهل مكة، وهو أول من أنشأ ناديًا رياضيًا للفروسية لشباب مكة، وهو أول من تبنى فكرة شراء الأراضي بنظام التقسيط، ومشاريع كثر شارك فيها، ودعمها بماله وفكره.
إنه الشيخ محمد صالح باشراحيل يرحمه الله، وظلت هذه المبادرات التي قدمها شاهدة على ما يكنه لمكة وأهلها من محبة ووفاء.
أعود للحديث عن منتداه الثقافي، هذا الصرح الثقافي الذي انطلق بالثقافة السعودية إلى آفاق المجد والسمو ففي كل عام يقدم لجمهوره ورواده برنامجًا ثقافيًا مكتمل الأركان ما بين المحاضرات والندوات، والأمسيات الشعرية، والقصصية، هذا من جانب النشاط المنبري، وأما أنشطته الأخرى فهو في كل عام يطبع عدة إصدارات من الكتب القيّمة في جميع المجالات المعرفية، وفي حضور مؤلفيها للحديث عن مضمونها وتدشينها لتوزع مجانًا على المهتمين والباحثين؛
إضافة إلى تكريمه للرموز والقدوات والقيادات في مجتمعنا السعودي وعالمنا العربي ممن قدموا خلاصة فكرهم لمجتمعاتهم وأعمالًا لايزال صداها حاضرًا في ذاكرة أوطانهم.
كما أن المنتدى كان شريكًا فاعلًا في المحافل الثقافية، ومثال ذلك اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، والتي قدم فيها المنتدى أكثر من ستين فعالية كان محورها الأساس مكة تاريخيًا، وأدبيًا، وثقافيًا، واقتصاديًا،
وقام أيضًا في طباعة موسوعة كبرى استكتب فيها العديد من الأكاديمين والأدباء والمثقفين هي موسوعة مكة المكرمة الجلال والجمال؛ ورغبة من المنتدى في تحفيز المبدعين أطلق جائزة عالمية هي جائزة الشيخ محمد صالح باشرحيل -رحمه الله- للإبداع الثقافي حدد لها مكافآت مالية عالية لها هيئة استشارية وهيئة تحكيمية تسلم جوائزها في محفل دولي، يحضره وزراء وقيادات وشخصيات اعتبارية من بلدان عربية وعالمية.
ولم يغفل المنتدى عن الاهتمام بشريحة الشباب ففتح لهم المجال في تقديم نتاجهم عبر منصات المنتدى، وتبنى أعمالهم الإبداعية؛ إضافة إلى جائزة الشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل للإبداع التي خصصت لطلاب المرحلة الجامعية،
وهذا العام شهدت الساحة الثقافية عدة تبرعات من أبناء الشيخ محمد صالح باشراحيل يرحمه الله لخدمة الحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية.
كان آخرها التبرع بمبلغ ثلاثمائة ألف ريال للبحوث العلمية بمعدل مائة ألف ريال لكل بحث.
إن استرتيجية عمل المنتدى تهتم في غرس القيم الإسلامية ومرتكزاتها الشرعية، وتعزز مفهوم الانتماء للوطن وقيادته عبر برامجه وفعالياته الثقافية؛ ليكون رافدًا للمجتمع المحلي بالنفع والفائدة ومحافظًا على مكتسباته الوطنية،
ولعل من مقومات نجاح مسيرة منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله الثقافي ، أن رئيس مجلس إدراته من الأدباء الكبار ومن الشعراء المرموقين، والذي شهدت له المحافل العربية والدولية وكُرم من ملوك ورؤساء دول عدة ومنح العديد من الأوسمة الرفيعة
هو الأديب الشاعر الدكتور عبدالله محمد باشراحيل٬ والذي يتابع مسيرة هذا المنتدى٬ ويوجه إدارة المنتدى لمسالك البناء المعرفي الجيد بالرأي الحصيف والفكر المستنير٬والتأكيد على تحقيق تطلعات رواده من النخب الثقافية٬ والتواصل مع المجتمع في تزويدهم بكل منجز ثقافي عبر منصات التواصل الاجتماعي ومن خلال وسائل الإعلام، يعاضده نائبه في مجلس الإدارة سعادة المهندس تركي محمد باشرحيل وإخوته بقية أعضاء المجلس الدكتور سمير محمد باشراحيل٬ والشيخ فواز محمد باشراحيل٬ والأستاذ مازن محمد باشراحيل.
إن الحديث عن هذا المنتدى حديث ذو شجون وما ذكرته هي إضاءات لهذه المسيرة المباركة٬ وإلا سيطول الحديث عن منجزاته وماحققه من أعمال خالدة في هذه المسيرة
حتى أصبح المنتدى من أهم مرتكزات الثقافة في مكة المكرمة.
وفي ختام القول دعواتي أن ينال من أسس هذا الصرح الثقافي الأجر والمثوبة الشيخ محمد صالح باشراحيل يرحمه الله٬ وأن يجزي بالخير أبناءه الذي تعلمنا منهم معنى الوفاء والبر بالوالدين.
مدير منتدى باشراحيل الثقافي
