القارئ الحصيف للقاء الصحفي الذي أجرته صحيفة سبق مع صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة يستنتج عدة جوانب مهمة :
أولاً: التفاؤل لدى سموه الكريم الذي اتضح في سياق حديثه إذ أولى العازمين على الاستثمار اهتمامه وترحيبه وعزم الأمارة على تسهيل كل الإجراءات في سبيل النهوض بالمنطقة وتنميتها، مبينا بأن العازفين عن الاستثمار يكشف عدم رغبتهم في المساهمة، رغم أن للوطن دينا عليهم، وواجب منهم المشاركة، ولو عدنا إلى فترات مضت ندرك أن المنطقة نظمت عددا من الملتقيات الكبيرة بحضور العديد من رجال المال والأعمال وطرحت أمامهم فرص الاستثمار ولم يستجب إلا القليل، والمأمول المشاركة في إنشاء الفنادق والقرى السياحية ومواقع الترفيه والمشاريع السياحية كالعربات المعلقة وغيرها وما زال الأمل مضيئا خصوصا وأن منطقة الباحة تنامت كغيرها سكانيا وعمرانيا، وجاء في سياق حديث الأمير اهتمامه الكبير بالدماء الشابة وتهيئة فرص العمل في مواقع قيادية إذ يرى التدوير ليس حلا ناجعا ومتى وجدت صاحب الكفاءة الجيدة سوف يأخذ فرصته والاستفادة من كفاءته باعتبار منظومة العمل لن تتحقق وبشكل جيد ما لم يتسنم القيادات الإدارية أولئك الذين يمتلكون الوعي القيادي والتجويد الإداري والإتقان التنظيمي مما يؤهلهم مسك زمام الإدارة فضلا عن روح التعاون والتواصل مع جميع موظفيهم لأن منظومة العمل أشبه بتروس الساعة متى حدث خلل انعكس على كامل منظومة العمل، مؤكدا سموه دور الإعلام الحيوي والهام في الجانب التنموي والتوعوي فالإعلام رسالة قبل أن يكون وظيفة، رسالة نزيهة وأمينة وفي ذات الوقت خطيرة ومؤثرة سلبا أو إيجابا، وتقع على كاهل الإعلامي المسؤولية الكبرى في عملية نقل المعلومة دون تضخيم أو إساءة مع التصحيح والنقد الهادف البناء دون تجريح الأشخاص أو التقليل من شأن المصلحة الحكومية فلكل إدارة خططها وأنظمتها ومشاريعها وطموحاتها، وألمح سموه بأن هناك خطوة قادمة في الاستفادة من السياحة التاريخية والأثرية سيما ومنطقة الباحة تزخر بالكثير منها كطريق الفيل في شرق العقيق وقريتا الخلف والخلف الأثريتين وكهوف شدا وما بها من كتابات ثمودية ومضارب بني تغلب في أسفل جبل أثرب، وكون منطقة الباحة ذات تنوع مناخي ونباتي مما يهيء لها سياحة مستدامة طوال العام صيفا وشتاء ربيعا وخريفا، وتوفر الطرق الجيدة والسهلة التي تربط القطاعين التهامي والسروي ، ومما يزيد رضا الأهالي وجود طاولة الحسم التي أقرها سموه لتهتم بالمشاريع المتعثرة من خلال طرحها ومناقشتها أسباب التعثر وإيجاد الحلول الناجعة لتتجاوز هذه الإشكالية وبالفعل حركت الكثير من المشاريع المتعطلة بسبب البيروقراطية الإدارية مما يعطي دلالة على حرص سموه الكريم واهتمامه الدائم بكل ما من شأنه تطوير وتحسين المنطقة وعلى كافة الأصعدة، ليس فقط بالمعرفة بل بالتنفيذ والبحث عن الحلول وهذا الذي تحقق في غضون مدة قصيرة من الزمن . المؤشر واضح عن أهمية فكرة طاولة الحسم مما ينبغي على المصالح الحكومية الأخرى استنساخ هذه الفكرة الرائدة .
وقد اعترف سموه بأن الباحة تختلف عن المناطق الأخرى بسبب طبيعتها الجبلية مما يزيد التكلفة المادية لقيمة المشاريع الأمر الذي ينبغي التوضيح للوزارات لأخذ هذا الجانب ومراعاته عند تحديد الميزانيات لكل منطقة، ورغم ذلك فقد شهدت منطقة الباحة نهضة تنموية والطموح أكبر والأمل أوسع.
وهنا يرفع الإعلاميون شكرهم وتقديرهم ومحبتهم لسموه الكريم الذي أباح عن سريرته بالتأكيد عن احترامه وتقديره لكل الإعلاميين الذين يتجردون من الهوى والشخصنة أو تغليب المصالح الشخصية ويكون عونا في البناء، سندا في التنمية.
شكراً لسمو الأمير الدكتور حسام بن سعود