أسامة زيتوني

أقسام التنويم في مدينة الملك عبدالله الطبية لمكة

تحرص قيادتنا الرشيدة على إنجاز المشاريع الطبية المتطورة في مختلف مناطق بلادنا المباركة من أجل تقديم خدمات الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين قي ربوع البلاد.

وتعد مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة أحد الصروح العملاقة، وهي خير شاهد على ما تقدمه الدولة – رعاها الله – من عناية كبرى بهذا القطاع، والتي تجسد – بحق مدى عناية القيادة الرشيدة بصحة أبناء الوطن، وحرصها على تقديم أفضل الخدمات الطبية والعلاجية لهم، وضمن توجه أصيل وراسخ لحكومة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – بأن صحة المواطن – تأتي في مقدمة الأولويات من أجل مجتمع صحي ومعافى، وإنسان قادر على المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية التي نلمس ثمارها في جميع مناطق المملكة، وهنيئًا لكل أبناء مدينة مكة المكرمة والمقيمين بها وزوارها، بهذا الصرح الطبي العملاق.

ولقد تم إنجاز هذا المستشفى وفق أعلى المعايير الفنية وبشكل فعال ورائد في مجال الخدمات الطبية، وتم تجهيزه بكافة الإمكانيات التي تؤمِّن تقديم رعاية طبية متميزة وبشكل متكامل، مع تزويده بأحدث الأجهزة المتطورة والتقنيات الحديثة التي يشرف عليها طاقم طبي مؤهل وكوادر استشارية مميزة من أبناء وبنات الوطن والمقيمين الأكفاء اللذين نفخر بوجودهم، إضافة إلى العديد من العيادات وأقسام الأشعة المتنوعة والمختبرات والصيدليات المتكاملة والمهيأة، والتي ساهمت بشكل كبير ولله الحمد في الإيفاء بحاجة أهالي وسكان مكة المكرمة، وتجنيبهم عناء التحويل إلى مدن أخرى. 

ولكن لا تزال ثمة بعض الملاحظات والإجراءات التي نأمل أن تؤخذ بعين الاعتبار، فعندما ندرك حجم الإقبال على هذه المستشفى، في مدينة مكة المكرمة التي يقارب عدد سكانها مليوني نسمة، فضلاً عن استقبال مرضى من بعض المدن المجاورة، فإن أقسام التنويم بالمستشفى تظل غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى الذين يحتاجون إلى التنويم، ولها العذر فى ذلك، في ظل محدودية السعة، فهي تحتاج إلى التوسعة والتطوير لتقديم خدمة علاجية لائقة وفقًا لعدد المرضى وحالاتهم الصحية واحتياجاتهم، ومما يزيد الأمر سوءًا، هو أن العديد من المرضى المنومين لا يحتاجون إلى تنويم أصلًا، أو أنهم في معظم الأحيان وبالرغم من تحسن حالتهم إلا أنهم لا يزالون منومين لعدم وجود طبيب يملك صلاحية قرار إخراجهم، الأمر الذي يتسبب في بقائهم بالمستشفى لعدة أيام دون الحاجه لذلك، في الوقت الذي تمتلئ فيه قوائم الانتظار بمن هم بحاجة للتنويم.

ملاحظة أخرى نسوقها للمسؤولين في مدينة الملك عبدالله الطبية، وهي صغر مساحات غرف التنويم، والتي يعاني منها المرضى المنومين ومرافقيهم، وكما هو معلوم بأن تصميم غرفة المريض يساهم بشكل كبير في علاجه واستقرار حالته النفسية، مما يؤكد ضرورة الحفاظ على خصوصية المرضى ومرافقيهم وتحسين الخدمات المقدمة لهم واستغلال الإمكانات بشكل أفضل، وكذلك لتلبية رغبة المرضى الذين يفضلون التنويم في الغرف المفردة بالإضافة إلى تسهيل عملية وجود مرافقين لبعض المرضى عند الحاجة، وأيضًا أهمية عملية العزل الطبي لبعض الحالات.

وعلى وجه العموم، أرجو أن يتسع صدر المسؤولين والقائمين على هذا الصرح الطبي الكبير الذي نفخر به في هذه المدينة المقدسة، فإن ما نبديه من ملاحظات من شأنها أن تعمل على التطوير الذي نطمح ونتطلع إليه، فعندما نبدي ملاحظاتنا على الخدمات، فإن هذا دليل على أهمية ما تقوم به هذه المنشأة الراقية من جهود كبيرة ودور مهم، كما ويؤكد مدى ثقة المرضى فيها بجانب دورها الطبي والعلاجي  الرائد.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button