عوضه الدوسي

من رسائل الواتس

تواصل معي رئيس تحرير هذه الصحيفة الاستاذ عبدالله احمد الزهراني برسالة صوتية من خلال برنامج التواصل الاجتماعي الشهير (واتس اب) وتحدث فيها كعادته بكلام شيق ماتع وعرج على جوانب عدة تدور حول هذا العالم المتلاطم بمتغيراته وعن الأحداث المتسارعة التي تنتقل الينا عبر الوسائط الرقمية بلحظتها أولاً بأول , وتطرق في حديثة الى ما يحاك ضد المملكة من دسائس ومؤامرات في عالم يغيب عن المبادئ والقيم ويبتعد عن مسارهما الصحيح, ليس تبعا للمصالح فحسب بل نكاية ووشاية
( لئن كنت قد بُلغت عني خيانةً

لمُبلِغُكَ الواشي أغش وأكذبُ)

وكل ذلك لاشك أضحى معروفاً وواضحاً وهي محاولة جادة وحثيثة للحد من الدور الريادي للمملكة فقد تصدعت قلوبهم كرهاً وحقداً على هذا الكيان , وعلى قادته الكرام ,لاسيما بعد أن شعر الجميع أن المملكة تتبوأ الصدارة في كل الاروقة وترسم في السياسة الدولية بجهد واضح وتسهم بعمق في كل أبعادها وفق مايقتضيه المسار سياسيا كان أو اقتصاديا مع تبعات مرجوة منها في الامن السلم الدوليين , فقد سعت من وقت مبكر لاجتثاث الارهاب ودعت العالم لتدشين المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) , والمملكة تستشعر الدور والمسئولية ولذا تمضي بحكمة وهدوء وصبر وأناه نحو عطاءات دولية تهدف الى استقرار هذا العالم ورخائه ومركز نيوم هو الأخر غير بعيد الذي سيؤسم بعلامة نائرة في جبين العالم وبمشاركة فاعلة في صنع الحضارة الرقمية الجديدة لحياة نقية فارهه لبني الانسان , وسيتجلى مفهوم الحزم والعزم في شرق أوسط كبير وبواكير ذلك وإرهاصاته يبزغ نوره من جديد لإعادة أمل الامة وحيويتها المفعمة بالحياة ونابضة بعطاء دائم , وليس هذا بغريب على قيادة طموح وشعب عظيم كما وصفة سمو ولي العهد يحفظه الله فاللحمة الوطنية وقوة الترابط بين مختلف شرائح المجتمع شكلت بعداً أخر يصعب التخطي عليه رغم كل الحملات العدائية والمغرضة ؛ لان هذا النسيج الاجتماعي المنسجم لا تزيده المحن إلا قوة وصلابة منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه ولا أود ان أستطرق في الجانب فحقيقة التواشج بين القيادة والشعب قد خذلت كل عناوينهم ومصطلحاتهم ودعواتهم الكاذبة , وعوداً على بدء فقد طلب مني الاستاذ عبدالله في نهاية رسالة كتابة مقالة مواكبة للأحداث وتستهدف قضية معنية لاسيما بعد أن غبت لفترة قصيرة لظروف خاصة , وفي الحقيقة كان لهذا التواصل وقع وأثر في نفسي, الامر الذي تشكل لديه قناعة بان العمل الصحفي لا يكون أصيلا نبيلاً إلا عندما يكون شريكاً وموازياً لطموح وتطلعات الوطن والمواطنة الحقة , فعنما تتعالى الأصوات نحو الوطن والحفز للمواطنة الحقيقية أحسب أن ذلك مشروعاً حضارياً على سعة هذا المفهوم وعلينا أن نتسنمه ليس لأنه مثقلا ًبدلالته الايجابية وبمعناه الشمولي الواسع والمتعدد بل لان مفهوم الحضارة يتسع لكل نواحي الحياة وآفاقها المختلفة وعلينا ان نصل , لان الحضارة عطاء والعطاء هو القيمة الحقيقية في خلافة الارض وإعمارها , وماذا عساني أن أكتب ؟ فعلى المستوى السياسي للمملكة وكما نلحظ هذا الثبات والثقة التي أذهلت العالم فبعد أن يصل العبث والمغالطات ذروتها تخرج بتصريح سياسي مسئول ليطفئ كل لهيب جحيمهم وبراكينهم الثائرة وحتى عدواتهم الناقمة , والمملكة لم تأبه بضجيجهم ولن تتوقف عند ذلك بل تمضي قدماً نحو ريادتها وهدفها المنشود و تتغير وتنمو نحو الأفضل وفق خططها المدروسة , فكثير من بلدان العالم في أي مواجهة سياسية أو حملات عدائية غالباً ما تتوقف للخروج من المأزق والوضع المأزوم , وقد لا تستعيد عافيتها وحضورها في المحافل السياسية وكذا الاوضاع الاجتماعية والسوق المالية إلا بعد فترة قد تطول والى جانب ذلك تعمل خطط لتواجه تلك الحملة بكل جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها ما يعني انها تتوقف لتعبئة الراي العام المحلي والعالمي أملاً في المواجهة وهذا حتما سيكون عل حساب جوانب اخرى بعد اختلال المسار على خلاف ما هو في المملكة ففي كل الاحداث السابقة تمضي الى وجهتها وتزداد في نظر العالم حضورًا ووهجاً وقوة والوضع الاجتماعي يحضر ضمن المشهد من خلال إستغلال الوسائط الرقمية التي اوصلت رسالة الى العالم مفادها الوطن خط احمر حتى اصبح ايقونة تثبت في لوائح الملفات الشخصية في أحد أشهر شبكات التواصل الاجتماعي (تويتر) وماذا عساني أن أكتب بعد أن ثبت للعالم أجمع هذا التلاحم وقد أغفلت كل الاوساط الاجتماعية دعوات الناعقين واصواتهم المأجورة ليتجدد الولاء والطاعة وتحفل بها في كل أيامها وهو تردد كلنا سلمان أهازيج تغنى في صفوف النشء واليافعين بعد أن أستعذبها جيل الشباب وانشد بها وأستفاق عليها الوطن الغالي . الى لقاء

ماجستير في الادب والنقد

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button