عبدالله غريب

العدوان الثلاثي على السعودية !!

لعلنا نتذكر تاريخيا العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا عام 1956م بما يسمى حرب السويس وسيناء عند الغرب قادش عند الإسرائيلين والتي تعتبر كما سجلها المؤرخون ثاني حرب عربية إسرائيلية والأهم عالمياً بعد الحرب العالمية الثانية والعربية الإسرائيلية بعد عام 1948م وقد نتج عن هذا العدوان الثلاثي أن خرجت مصر الشقيقة بفضل مساندة العرب وتماسك جبهتها الداخلية وقوة سياسة عبد الناصر حينها وإدارته للأزمة دولياًبدروس هامة مما نتج عنه إنفراد مصر بملكية وحق إدارة قناة السويس وإلغاء معاهدة الصداقة والتحالف بينها وبين بريطانيا مع بعض المكاسب الإسرائيلية التي تتمثل في تأمين مرور سفنها في القناة وخليج العقبة وكسبت مصر أيضا أن استولت على القاعدة البريطانية بكامل محتوياتها في القناة وفقدت فرنسا نفوذها السياسي والثقافي في مصر واليوم يعيد التاريخ نفسه مع فارق الهدف والمستهدف واختلاف الأعداء إنه العدوان الثلاثي السياسي الإعلامي تجاه المملكة العربية السعودية من إيران وتركيا وقطر .

الأولى تريد تحقيق التوسع برسم خارطة ما يسمى بالهلال الشيعي الفارسي المجوسي بعد أن استطاعت اختراق العراق وسوريا ولبنان وتوزيع منظماتها الإرهابية وعملائها في دول أخرى في الشرق والغرب ومنها قطرعلناً ودول أخرى سراً إلى جانب تركيا التي يريد أوردوغانها استعادة نفوذها السابق وتواجدها في الجزيرة العربية الذي تراوح بين القوة والضعف قرابة أربعة قرون انتهت بخروجهم صاغرين خاسرين بعد غزوهم الأثيم إذ حاولوا إقناع الملك عبد العزيز بضرورات يرون فيها بسط نفوذهم وموالاتهم لكن واجههم الملك عبد العزيز بحنكته ودهائه وموالاة العرب واستماعهم لرأيه الصائب بتشكيل تحالف عربي ضد المستعمر القادم بعد أن كشف – يرحمه الله – أن قادة الأتراك خائنون منافقون ولا يوثق بهم فأطاح بأهدافهم وفوت الفرصة على بريطانيا التي كانت تتأهب لتكون الوريث الاستعماري بعد العثمانيين قبل بدء الحرب العالمية بعام واحد حيث دخل الملك عبد العزيز الأحساء وكان نهاية تواجدهم عام 1342 هـ فيما تأسست المملكة بعدها عام 1351هـ وتوحدت تحت راية التوحيد وإعلان الملك لله ثم لعبد العزيز وحتى يومنا هذا ولله الحمد في ظل قيادة أحد أبنائه البررة بعد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله يرحمهم اللهثم ملك الحزم سلمان وولي عهده محمد العزم -يحفظهما الله – اللذان بلغت سمعتهما إرجاء المعمورة وتحديداً الأمير محمد باعتباره أميرا شابا طموحا يقتدي بجده وينفذ توجيهات والده فهو ويشبه أباه ومن شابه أباه ما ظلم .

من هنا يعيد التاريخ نفسه سياسيا وإعلاميا حيث نجد أردوغان تركيا اليوم يمارس نفس الدور بتشجيع الأخوان وبعض المرتزقة بأنه سيعيد الخلافة العثمانية المزعومة فيخون وينافق ويناور ويقود هجمة شرسة لتشويه صورة المملكة على الساحة الدولية يريد خلق أزمة دولية من خلال قضية قطر التي احتواها بجنوده الذين يعملون لحماية نظام الحمدين وقضية المواطن السعودي جمال خاشقجي يرحمه الله الذي بسبب قتله يخضع 21 من المتهمين بقتله بصورة مباشرة أو غير مباشرة لمحاكمة سعودية تعتمد على الشرع والنظام ستظهر نتائجها مستقبلا وستؤكد مصداقية الدولة السعودية كما تؤكد أن هجمة مدبرة من هذه الدول التي اتخذت من قطر وقناتها العاهرة منصة لبث سمومهم وتصريحاتهم المعفنة واستغلال جميع الأخبار والتقارير وتسخير البرامج لشن هجومها على السعودية وعلى الأمير محمد بن سلمان بالذات الذي أصبح في نظرهم شوكة في حلوقهم بما يمتلك من عقلية أبهرت الغرب والشرق وأصبح الكثير يهاب ما يتخذ من قرارات لصالح بلاده وجيرانه وصالح السلم والأمن العالمي الذي هو الهدف الأساسي لهيئة الأمم المتحدة بنص اتفاقاتها ومعاهداتها بين الدول المشاركة في هذا المجلس الأممي .

ولكم أن تتخيلوا مدى الحقد على المملكة من قطر التي تعتبر العضو الفاسد في جسد مجلس التعاون الخليجي الذي يجب بتره وإعلان موقف موحد لأعضائه الصالحين بعيدا عن هذا النظام العميل لإيران وتركيا ولبعض المنشقين والمندسين الخارجين من المعارضين القابعين خلف أسوار الدول الراعية للإرهاب الدولي اتضح هذا الحقد بتسخير قناة الجزيرة على مدار الساعة لمتابعة قضية خاشقجي التي واجهت فيها تركيا وقطر صفعات من فرنسا بتكذيب ما نسبوه لوزير خارجيتها كذلك تواجه تركيا مطالبات بتقديم متواطئون مخططون لتنفيذ هذه الجريمة من عملاء أمنيين لوجستيين أتراك فضحتهم بذلك تقديمهم كثير من الصور والفديوهات والمتابعات كان آخرها كشفهم حسب قولهم ماتحمله حقائب بعض المتورطين في جريمة قتل خاشقجي يرحمه الله وتقطيرهم للأدلة يوما بعد يوم لقناة الجزيرة في الوقت الذي نسوا أو يتناسون أنهم جحدوا وأنكروا علمهم بالجريمة فكيف نصدق أقوالهم بين إنكار وإثبات في قرابة شهر على مرور الحادثة ؟

لقد ثبت لدينا كشعب سعودي بأن قيادتنا حكيمة وتدير المعركة بأسلوب الكبار دون الاكتراث بما ينشر ويزايد من هنا وهناك قد ثبت لنا بأن لنا في هذه السنوات الثلاث ثلاثة أعداء هم أنظمة قطر وتركيا والملالي في إيران وبالتالي فلن تنطلي علينا – كشعب يثق في قيادته منذ عهد المؤسس وحتى عصرنا الحاضر – هذه الحملات السيسية والاعلامية المغرضة وما تحمل من تشويهات ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح إذ زادتنا صلابة وقوة ولحمة بين الشعب وقيادته قولا وعملا وأن ما يتحجج به هؤلاء من قضية خاشقجي رحمه الله وقضية تحرير اليمن من أذناب إيران ( الحوثيين ) بطلب من حكومة اليمن الشرعية وتأييد دولي ما هي إلا حجج واهية يريدون من ورائها إضعاف السعودية كما ضعفت بلدانهم وانفضحت قياداتهم ويريدونها تخضع لإملاءات الآخرين مثلهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الحاقدون .

تلويحة وداع :

صدر بيان النيابة العامة بما حمل من معلومات توصلت لها التحقيقات فقطع دابر كل من قال بأن السعودية ستذوب القضية حتى يتقادم عهدها ولكن البيان جاء ملمحاً لعقوبات صارمة ستعلن بعد انتهاء التحقيقات نتمنى من القنوات المعتدلة نشر البيان ومن القنوات المغالطة كقناة الجزيرة البحث عن برامج جديدة غير هذه القضية التي تنفخ فيها كما نفخت الوزغة في نار إبراهيم عليه السلام والسلام ختام .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button