#الصحفي_المتجول
بمجرد استخدامنا لصابون من نوع معين، سوف تتغير حياتنا من تعاسة وشقاء إلى سعادة وصحة وشفاء، وسنعيش آخر(إنبساط) بعد أن يقتحم الحظ السعيد حياتنا من أوسع الأبواب (والشبابيك)، ونفس الحال حين استخدامنا لعطر ما يباع في أسواقنا ستتغير أنماط حياتنا من كراهية وحقد لامثيل له تجاه الآخرين إلى محبة غير مسبوقة بحق كل من نكره، وبالتالي سينعكس ذلك إيجابًا على مجريات حياتنا اليومية، وسوف يتحقق النجاح في العمل والمنزل، وتزول المشاكل التي كنا نعاني منها سواءً التي هي مع الزملاء في العمل أو مع (أم العيال) في المنزل، وسنحظى بكسب ود المدير الذي يأمر بترقية كل من يستخدم هذا العطر السحري، كما أننا نحظى برضا حضرة المدام المصون!!
وهذا الاكتشاف الخطير بشأن استخدام نوعيات معينة من الصابون أو العطر ليست لقطات من فيلم هندي أو مكسيكي أو مسلسل كارتوني– كذلك لم يكن بفضل التوصل إلي نتائج من قبل علماء عالميين – أجروا تجارب علي أنواع من الصابون والعطور وتوصلوا إلى هذا المفعول والمسحة السحرية الخطيرة – بل هو نتاج أسلوب صياغة خبراء الدعاية والإعلان عندنا، وطريقة تصميم الإعلانات الخاصة ببعض السلع والمنتجات، والذين برعوا في تحويل (الفسيخ إلى شربات)، وبالغوا كثيرًا في الثناء على بعض السلع التي تعاني من الكساد – ثم هل من المعقول أن يتناول الواحد فينا قطعة حلوى أو بسكوت ليشعر بالسعادة وعلى إثر ذلك سوف يضحك بهستيريا ويقوم بتقليد حضرات (السعادين) قفزًا ورقصًا !!– وهل من المعقول شراء سيارة من نوع ما – فنكتشف أنها تطير وتنافس الطائرات، وكذا السفن في البحار وهلم جرا من مثل هذه المبالغات فيما يتعلق بصياغة الإعلانات التجارية وأبطالها(خبلاء) الدعاية والإعلان– ولمنع هذا الغش والتدليس في قضية الإعلانات، لابد من قرار يلزم جميع أصحاب المحال التجارية ووكالات السيارات وقبل السماح بنشر الإعلان التجاري أيًا كان نوعه ضرورة إجازته من الجهات الرسمية – لأن نشره بهذه الصياغة فيه يعد غشًا وخداعًا للمستهلك.