المقالات

مشاكلنا واستراتيجية دق على عمتك

#الصحفي_المتجول

من الطبيعي أن نتعرض يوميًا لعددٍ لابأس به من المشاكل سواءً أكان ذلك في العمل أو المنزل أو الشارع، وهو أمر يعد من سنة الحياة، ولكن العبرة تكمن في كيفية مواجهة المشكلة، ومن ثم التوصل إلى حل لها قبل تفاقمها – لأن المشكلة تشابه النيران والتي تبدأ من مستصغر الشرر؛ فإن أخمدناها في مهدها فقد قضينا عليها قبل أن تتسع دائرتها وتكبر وتصبح كارثة…ولكن من المؤسف أن بعضنا يسيء التعامل مع المشكلة مهما كان حجمها؛ وبخاصة أولئك الذين يتعاملون بتعالٍ ومن (طرف أنوفهم) فيعمل من الحبة قبة، ويضخم المشكلة بالقيل والقال والتهويل؛ حتى تكبر وتتحول إلى قضية تنافس قضية الشرق الأوسط فيصعب السيطرة عليها فيما بعد…وخير مثال على ذلك تلك القصة الشهيرة والمعروفة (بدق على عمتك)، والتي لم يحسن بطلها وأسرته التصرف أثناء تعامله مع رجل الأمن الذي طلب منه إثبات  أوراقه الشخصية فقط، ولم يطلب منه إحضار(لبن العصفور)، لكنه بدلاً عن ذلك تصرف بغباء وعصبية وزمجر وهدد وتوعد برفع الموضوع إلى الست(عمته) حتى تبادر من جهتها إلى تفعيل القضية إعلاميا– وتطور الحال لأن تكبر من مجرد مشكلة بسيطة عابرة كانت ستنتهي لو قام بعرض هويته الشخصية في وقتها؛ لأن مثل هذا العمل هو من واجبات ومهام رجال الأمن، ومن الحكمة أن نساعدهم ونتعاون معهم لا أن نهددهم ونتوعدهم بالشكوي إلى (الست العمة أو حتى مجلس الأمن)..ومن ثم تحولت إلى قضية شهيرة بنمرة واستمارة ولم تنفعه (عمته أو خالته) التي هدد رجال الأمن بها… وكثيرون هم الذين ينتهجون مثل هذا النهج بعدم تصرفه بحكمة وهدوء حين حدوث أدنى مشكلة فيتصرف بحماقة وغباء، وهذا ينطبق مع معظم الجرائم والمشاكل التي نسمع عنها تبدأ صغيرة يمكن السيطرة عليها في مهدها، ولكن سرعان ما تنتهي بجريمة قتل أو (مصارعة دموية) إذا أسأنا التصرف وسوء التعامل معها– حيث أوصانا شرعنا الحنيف بحسن التصرف وتحكيم العقل والتعامل حتى مع الأعداء بحكمة وروية وسمو الأخلاق والتسامح قبل كل شيء ..

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button