اللواء عبدالله سالم المالكي

الحراسات الأمنية المدنية بحاجة شديدة إلى التدريب

استوقفني منظر مجموعة من الشباب السعودي العاملين في مجال الحراسات الأمنية المدنية في أحد الأسواق الكبيرة بمحافظة جدة، وكان منظرهم العام وواقعهم المُشَاهد يدعو للاشمئزاز والتذمر  لأنهم لم يمثلوا أنفسهم فقط، أو الشركة الأمنية التي يعملون بها، بل يعكسون انطباعًا غير جيد عن كل شاب سعودي يعمل في هذا المجال، فالقيافة سيئة، والشعور طويلة، والقصات ملفتة للنظر، والكلام الصادر منهم تجاه بعضهم البعض ينم عن خلل في التربية.

وهذا بطبيعة الحال لا يعني أن كل شباب الوطن بهذا المستوى من الانحلال، ولكن طبيعة النفس البشرية تتأثر بما تراه لأول وهلة وإلا، فإن أبناءنا فيهم خير بإذن الله. 

وبعيدًا عن ذلك فإن الحراسات الأمنية الخاصة هي الخدمة الأمنية البشرية التي تقدمها المؤسسات والشركات المرخص لها لمن يطلبها مقابل أجر، أو التي يتم الحصول عليها من خلال التعاقد المباشر مع حراس أمنيين مدنيين مرخص له.

والحارس الأمني هو الشخص الذي يُدفع له لحماية الممتلكات والأصول أو الناس. وعادةً ما يكون تابعًا لشركة أمنية خاصة، أو يعمل لحسابه الخاص، ويتولى المراقبة سواء بشكل مباشر من خلال الدوريات الراجلة والراكبة، أو بشكل غير مباشر من خلال كاميرات المراقبة وأنظمة الإنذار، ويقوم بالإبلاغ عن أي مخاطر أمنية حسبما لديه من تعليمات.

وبموجب المادة السادسة من نظام الحراسات الأمنية المدنية الخاصة  تلتزم المؤسسة أو الشركة المرخص لها بالعمل في مجال الحراسة الأمنية المدنية الخاصة بتدريب الحراس، وتأهيلهم لأداء واجباتهم وفق ما تحدده اللائحة. 

ولكن الملاحظ أن هناك قصورًا واضحًا في هذا الجانب من عدة جهات فلا الجهات الرقابية تتابع،  ولا الجهات المستفيدة تسأل، ولا مالك المؤسسة الأمنية يهتم، حتى إذا وقع الفأس بالرأس أصبح كُل  منهم يلوم الآخر ويوجه الاتهام له.

ومع مانشهده من تطور هائل في وطننا الحبيب في جميع المجالات وتماشيًا مع متطلبات التحول الوطني 2020 والرؤية الوطنية 2030 المتضمنة دعم المشاركة المجتمعية وخصخصة الكثير من القطاعات الخدمية أصبح تدريب الحراسات الأمنية وتأهليهم جيدًا من الضروريات بمكان في ظل ما نواكبه من تطور واضح في المنشآت والخدمات والكوادر البشرية،  إذا أخذنا في عين الاعتبار  أن الحراسات الأمنية واكبت التطور أيضًا، واستقطبت العنصر النسائي ضمن كوادرها الفاعلة، واهتمت بالمؤهلات العلمية،  والمهارات الفنية،  والخبرات الميدانية السابقة، كشرط من شروط التوظيف في مؤسساتها وشركاتها. 

إلا أن القصور الحاصل في التدريب يمكن استدراكه بإنشاء مراكز  تدريب متخصصة؛  لتدريب وتأهيل موظفي وموظفات الحراسات الأمنية المدنية التأهيل الجيد،  ولن يكون ذلك صعبًا في ظل وجود الكثير من المتقاعدين العسكريين المؤهلين تأهيلًا جيدًا، والحاصلين على دورات متخصصة في الدفاع عن النفس، وحماية الشخصيات الهامة، والمنشآت الهامة أيضًا، وهم كُثُر ولله الحمد ولازالوا يتمتعون بصحة جيدة، وروح معنوية عالية،  ولازال في أعناقهم بيعة لولاة الأمر بالسمع والطاعة إلى أن يتوفاهم الله، وَحَرِيٌ بنا الاستفادة منهم.

 كذلك هناك بعض الضباط العسكريين المتقاعدين لديهم مكاتب استشارات أمنية مُرَخَّصة  ومكاتب سلامة أمنية، ومن ضمن المهام الموكولة إليهم التدريب والتأهيل والتقييم وتقديم الاستشارات الأمنية، ويمكن الاستفادة الجيدة منهم في مجال تدريب وتطوير أداء الحراسات الأمنية المدنية بكل اقتدار وتميز، وسيكون ذلك دافعًا لهم لبذل المزيد من البذل والعطاء لهذا الوطن المعطاء. 

مستشار أمني 

Related Articles

4 Comments

  1. وبماذا سينفعهم التدريب أو حسن القيافه والحلاقه وهم فئه ينظر لها باستحقار وبنظره دونيه
    حيث أصبح الشاب يذهب للعمل في وظيفة إدارية براتب منخفض لا يتجاوز ٣٠٠٠ خير له أن يعمل حارس أمن ب٤٥٠٠ ويضحي بالفارق فقط من أجل تلك النظره أو يقول له أحدهم :تراك حارس أمن في الاخير

  2. تحية طيبة
    نتمنى ونتطلع لذلك الإهتمام من الأفراد أنفسهم اولاً قبل ان يراقبوا من جهات اعمالهم او من هم اعلى منهم . فالشخص مرآة لتربيته وطبيعة حياته الشخصيه .

  3. الشكر كل الشكر والتقدير لسعادة اللواء / عبدالله المالكي
    على ماذكره وتطرق اليه وهذا خير شاهد ودليل قاطع على اهتمام سعادته بالجانب الأمني حتى بعد تقاعده ، عطائه وحبه لوطنه جعلته مستمرآ ولم يتوقف ويستسلم للفراغ ..اتمنى له المزيد من التقدم والنجاح والتوفيق ..

    رقيب
    على رائس العمل

  4. الأخ طرقي / زيادة الرواتب واختفاء النظرة الدونية لحراس الأمن ستكون من ضمن اهتمامي وشكرا لك .

    الأخ محمد العامودي بيض الله وجهك .

    الأخ ابراهيم الله يحفظك ويطول عمرك وبارك الله فيك وفي جهودك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button