محمد ربيع الغامدي

وزير النقل الجماعي

سافرت من الباحة إلى جدة عن طريق النقل الجماعي، أمتع ناظريّ بالطريق البري بعيدا عن تبعات القيادة، وأعيش أجواء قصة الأوتوبيس الطويل وهي من قصصي الأثيرة عندي، وكسبا للوقت بدلا من انتظار رحلة الخطوط السعودية التي لن تقلع إلا بعد صلاة العشاء.

التاسعة صباحا هو موعد المغادرة والثامنة والنصف هو موعد الحضور للمحطة والثامنة كان حضوري الذي اخترته متقدما بنصف ساعة كي أكون من أوائل الواصلين للمحطة، وقد كنت كذلك غير أن سائق الأتوبيس لم يصل إلا عند العاشرة ولم يتحرك بنا إلا عند الحادية عشرة.

قبل أن ندخل مدينة الطائف عرّج بنا على مسجد ومطعم، وعندما سكت الأوتوبيس انتصب السائق وقال آمرا: معكم نصف ساعة صلاة ومع ذلك فقد استغرق هو ومساعده ما يقارب الساعة، ثم أضافت الظروف نصف ساعة قضيناها في انتظار طفل من تابعي أحد الركاب اختفى ثم عاد.

أوقفنا السائق في محطة الطائف ثم غاب وقتا طويلا، نزل فيه بعض الركاب وصعد فيه بعض آخر، صلينا صلاة العصر فلما قُضيت الصلاة تحرك بنا في الطريق إلى جدة، وصلنا محطة جدة عند السابعة وقد عجبت من هذا السائق الذي لا يحمل همّا ولا يفكر في استراتيجيات ولا تعنيه الخدمات المنافسة.

وصلت البيت عند الثامنة فألفيت أهلي في قلق، كان آخر عهدهم بي عند الثامنة صباحا عندما بشرتهم هاتفيا بقدومي، ثم انقطعت أخباري عنهم حتى الثامنة مساء، وعندما سألوا عن غيابي كل هذا الوقت قلت لهم: كنت في معية معالي وزير النقل الجماعي وقد سلمته أمري وفوضته في وقتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى