نقاط على الحروف
** مر على كياننا الكبير في هيئته الحالية ما يقرب من مئة سنة، ولا يزال القصور يكتنف كثيرًا مما ينبغي أن يحرزه الوطن، لكن شيئًا يؤرق كل غيور في أرجائها هو ضعف مجالنا الصناعي الذي لا يزال يحبو مقتصرًا على صناعات محددة تعتمد كثيرًا على العمال الأجانب بعدما سيطرت الكرة على عقول شبابنا وكهولنا بل وحتى شيوخنا؛ وكأنها المصير الرئيسي في حياتنا، بيد أن في مقدورنا منذ عقود أن نكون صانعين مثلًا للمركبات التي تُعد من أهم احتياجات البشر على الرغم من أننا لن نتكلف الابتكار الذي توصل إليه “هنري فورد” إذ المطلوب منا المحاكاة والتقليد اللذين يقول عنهما المثل الجنوبي: “من معه عين ورأس يسوي سواة الناس”.
ولكم أن تتصوروا مدى الفوائد الجمة لو أننا بدأنا منذ ثلاثين عامًا إنشاء صناعة سيارات في بلادنا، ولو من النوع المتواضع الذي يمكن اقتناؤه من قبل فئات المجتمع وتصدير الفائض منه إلى الخارج بعدما يكون شباب الوطن قد أخذوا أماكنهم في أقسام المصانع، أليس ذلك من أنبل وأقوى الأهداف الوطنية ؟!
صحيح أن رجال الأعمال يرون رأس المال جبانًا وليس لديهم توجه نحو هذا النوع من الاستثمار، لكن أحدًا لا يتصور النتائج الباهرة فيما لو أن الدولة أنشأت شركة كبرى لهذا الغرض الجوهري، ومن ثم إخضاعها للمساهمة العامة على غرار شركة “سابك” الناجحة تتولى صناعة السيارات ألا يشكل ذلك رصيدًا كبيرًا من النجاح؛ حيث يكون “سمننا في دقيقنا” سواء في استغنائنا عن تحكم شركات السيارات في مصيرنا عندما تضع سعر المركبة على مزاجها من جانب أو إيجاد فرص عمل لشباب الوطن الذي لا تزال نسبة البطالة فيه مقلقة ؟!
حقًا لأمر محير حقًا !!
* الباحة