د. عبدالحفيظ محبوب

خصوم السعودية يجرون ذيل الهزيمة

بحضور ولي العهد قمة العشرين٬

السعودية تشارك في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس في 30/11/2018، وهي قمة تتحرك بعلاقات سياسية أكثر من تحركات ثنائية، يمثلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أثبتت السعودية أن الحملة التي طالتها بعد مقتل خاشقجي لم تفلح، ولم تقلح في منع مشاركة ولي العهد في حضور المجموعة، بل التقى ولي العهد زعماء دول عديدة ودول كبرى على رأسهم بوتين، ورئيس وزراء الهند، وبريطانيا وفرنسا، وسيلتقي مع عدد كبير من زعماء الدول على هامش القمة، فيما يجر خصوم السعودية ذيل الندم والخيبة، وأن مكانة السعودية تغلبت عليهم، ولم تكترث بهم، بل أتى حضور ولي العهد في قمة العشرين بأن خيّب كل التقديرات التي توقعت بأن ولي العهد لن يحضر هذه القمة.

المفارقة أن السعودية احتلت مركز تركيا في هذه القمة، أي أنها تقدمت مقعدًا، وأصبحت تركيا خلف السعودية، وهو ما يؤكد أن خطط السعودية والإصلاحات التي تبناها ولي العهد قد حققت نجاحًا باهرًا، فيما خسرت مراهنات أردوغان الإمبراطورية والتي تم إفشالها على يد السعودية.

إضافة إلى احتلال السعودية مقعد تركيا، فإن القمة وافقت على عقد القمة المقبلة في الرياض، مما زاد من غضب خصومها الذين كانوا وراء الضخ الإعلامي ضدها، مستثمرة خطأ ارتكب على يد أفراد من الاستخبارات في قتل خاشقجي، حاولت لفك الشراكة بين السعودية وأمريكا لوقف التمدد الإيراني، وتفكيك المحور الإخواني في المنطقة.

لذلك يلعب هذا المحور على وتر أوهام أن هناك تقاربًا سعوديًا إسرائيليًا، فيما السعودية سمت القمة العربية التي عقدت في المنطقة الشرقية بقمة القدس، وأعلنت السعودية في مجلس الوزراء على لسان الملك سلمان أن فلسطين القضية الأولى بالنسبة للسعودية.

تحتل السعودية المرتبة الثانية في المجموعة من حيث نسبة الدين إلى الناتج المحلي ويبلغ 17.1 في المائة، فيما يبلغ متوسط مجموعة العشرين 71 في المائة، وتمتلك السعودية ثالث احتياطي عالمي بعد الصين واليابان، حيث يبلغ احتياطيها نحو 507.2 مليار دولار، تشكل 6.4 في المائة من إجمالي احتياطي المجموعة البالغ 7.9 تريليون دولار.

تشارك السعودية في تعزيز الاقتصاد العالمي وتطويره، علاوة على إصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين النظام المالي، كما تركز على دعم النمو الاقتصادي العالمي وتطوير آليات فرص العمل، وتفعيل مبادرات التجارة المنفتحة.

التقى قادة مجموعة العشرين التي تمثل نحو 90 في المائة من الناتج العالمي ونحو 80 في المائة من التجارة العالمية أول مرة في عام 2008 في واشنطن لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الأزمة المالية العالمية في حينه، وبعد عقد من الزمن تلاشت هذه الوحدة إثر إعلان ترمب أمريكا أولًا الذي قوّض الإجماع الذي تستند إليه التجارة العالمية، كما أن دولًا أخرى في مجموعة العشرين، ومن بينها البرازيل وإيطاليا والمكسيك اتجهت إلى قادة شعبويين.

تشارك السعودية منذ دورتها الأولى تأكيدًا على مكانتها في المحفل الاقتصادي الدولي، وثقلها المؤثر على الاقتصاد العالمي ولمواقفها المعتدلة وقراراتها الاقتصادية التي تبنتها خلال سنوات التنمية الشاملة إضافة إلى النمو المتوازن للنظام المصرفي السعودي.

أستاذ بجامعة أم القرى بمكة

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button