همسات الخميس
عندما ضرب الفساد رأس الدولة العثمانية ضعفت، ضعفت وضعفت حتى أطلق عليها القيصر الروسي “نيكولاي الأول” اسم الرجل المريض، وليته اكتفى بذلك. ليته اكتفى بالتهكم، لكنه دعا بريطانيا لاقتسام الدولة العثمانية، وما لبث الأمر حتى شاعت التسمية، وشاعت معها رغبة الاقتسام عند جميع الدول الأوروبية.
تلك حقبة تاريخية مؤلمة لي ولكم، فالدولة العثمانية دولة الإسلام التي ورثت راية الأمويين والعباسيين، وقد ظلت حتى عهد سليمان القانوني (على الأقل) دولة إسلامية قوية رغم ما فعلته بالعرب من إقصاء ظالم، وما جرّته إلى ساحتهم من التخلف وما فعلته بهم من ذبح، وتحريق، وتغريق، وخوزقة.
مات الرجل المريض خلال الحرب العالمية الأولى، أجهزت عليه الدول الأوروبية (الحلفاء على وجه الدقة) وقامت على أنقاضه دولة تركيا الحديثة، وقام كمال أتاتورك على أنقاض سلاطين الرجل المريض، وبدلًا من أن يعرف أعداء بلاده في الداخل والخارج نهض مثل قط أعمى ليخربش ما توهمه عدوًا.
كانت حرب أتاتورك على شكليات العثمنة غباء لا نظير له، كانت فاتحة التبلد الذي لازم تركيا حتى اليوم، ولعل أشهر بلادة عرفناها عن تركيا هي مكوثها السنوات الطوال أمام باب أوروبا، فلا أوروبا فتحت لهم ولا تركيا انصرفت إلى شأنها. أما أعجب بلادة عرفناها عنها فهي حضورها بالأمس القريب لاحتفال أوروبا بمناسبة انتصارها في الحرب الأولى بما نتج عنه من إسقاط الدولة العثمانية، فكانت المفارقة أن يحتفل الرجل البليد بذكرى سلخ جده الرجل المريض.
لقد انهارت تلك الدوله الاسلاميه ولم يبقي الا مجموعه احلام لمجوعه من المختلين عقليا ليس لهم هم الا احياء هذا المشروع ليس الا هوا في انغسهم فليس الدين والدوله الاسلاميه هدف بل اصبحت حيلهم ما هي الا وسيله للوصول لاطماعهم في اشياء بعيده كل البعد عن الاسلام والدين