اسكتش رياضي..
ينبغي أن يتصدر هذا المانشيت لقاءات الاتحاديين واجتماعاتهم، وأن يكون فاتحة التدريبات وشعار المعسكرات، ولن أبالغ لو طالبت بوضعه على قمصان اللاعبين، لعلّه يبعث شيئًا من (روح الاتحاد) التي تلاشت في الملعب، ولم يبقَ منها إلا ما يصدره مدرج الذهب من أهازيج ونداءات وصرخات، ومشاهد تتسابق فيها أعين الصغار قبل الكبار بالدموع.
قرأت كثيرًا من المقالات والتغريدات، وسمعت عشرات الدقائق التي تحدثت عن الاتحاد ومشاكله وشخّصتْ الواقع والماضي وتنبّأت عن مستقبله، ورغم كل ما كُتب وقيل إلا أنني مؤمنٌ بأنّ ما وصل له حال الاتحاد ليس مقتصرًا على إدارة المقيرن وحدها برغم ما عليها من ملاحظات على المستوى الإداري والفنّي، وعلى مستوى اختيار اللاعبين والقرارات بشكل عام، وبلا شك أنّ حال الاتحاد (المؤسف) لن يرتبط برئيس مرَّ أو إدارة مضت، بل هذا الحال هو حصاد عدة مواسم وتخبطات فنية وإدارية وصراعات داخلية أجهزت على الفريق وسلّمته للآخرين جُثّةً هامدة لا روح فيها، وكان المنقذ الوحيد لها الجمهور الذي حاول مرارًا وتكرارًا، ولكنّه في كل مرة يتلقّى صفعة من هنا أو هناك، ولا أذيع سِرًّا عندما أنقل إحصائية أرعبت جماهير العميد مؤخرًا، والتي أوضحت أنّ الاتحاد أصبح سادس فريق في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين لم يتمكن من تحقيق أي انتصار خلال أول 12 مباراة في الموسم، والمخيف أنّ الأندية الخمسة الأخرى لم تستطع الهروب من شبح الهبوط في مواسم مختلفة، وهي أندية أبها، والأنصار، والوحدة، والنهضة، وهجر؛ لينضم لها الاتحاد مالم يتدارك وضعه، وينقذ نفسه من الغرق في بحر الهبوط نهاية الموسم.
لا شك أنّ الدور الذي تقوم به هيئة الرياضة للنهوض بنادي الاتحاد وعودته لسابق عهده محليًا وقاريًا هو دور كبير ومؤثر، ولكنّ البيت الاتحادي ينبغي أن يُعاد ترميمه من الداخل قبل الاهتمام بمظهره الخارجي الذي خَدَعَ الوسط الرياضي كثيرًا في المواسم الماضية، وأعني بإعادة الترميم أن يعي الاتحاديون أولاً أنّ فريقهم لن يعود إلا بهم ومعهم، ثم بإغلاق جميع الصراعات الداخلية والثانوية التي أثّرت منذ مواسم على مسيرة الفريق ومستوياته؛ حتى أصبح الآن مُهددًا بالهبوط بعد أن عانى الابتعاد عن المنافسة على البطولات ولم يتحقق له منها إلا بطولتان في آخر 5 مواسم وغاب عن لقب الدوري منذ موسم 2009، ثم بالابتعاد عن البحث عن ضحية جديدة في كل مرة يخفق فيها الفريق ليكون هو السبب في كل ما يحدث للفريق من نتائج مخيبة أو مستويات سيئة، يجب ألّا ينخدع الاتحاديون بالشعارات البرّاقة والعبارات المُنمّقة التي نشاهدها في مختلف المدرجات أو تتناقلها مُعرّفات تويتر بأنّ الجميع يريد عودة الاتحاد للمنافسة ولمستوياته السابقة، فهم حتى وإن صدقت مشاعرهم في الوقت الحاضر إلّا أنّهم يُخفون في صدورهم فرحة طبيعية تفرضها المنافسة الشريفة في عالم المستديرة.
على الاتحاديين أن يضعوا شعارًا لهم في الفترة المقبلة وهو أنّ الاتحاد للاتحاديين فقط، فهم المسؤولون عن عودة فريقهم وهم المسؤولون أيضًا عن استمراره في مؤخرة الترتيب بنقاطه التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.