#الصحفي_المتجول
عندما تم اختراع وتعميم مانطلق عليه بوسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم أجمع بما فيها بلادنا.. كان الهدف هو الفائدة وزيادة أواصر التواصل الاجتماعي والتعارف بين البشر، وهذا هو الهدف الرئيسي منه هذا إن أحسنا استخدامه – أي الفائدة وليس الضرر والإضرار بنا وبالآخرين.. ولكننا وبقدرة قادر حولناه من نعمة إلى نقمة، ووسيلة للقتل والتدمير، وترويج الشائعات، والانتقام والنصب، والاحتيال، والابتزاز وغيرها من سلبيات تسود مجمعاتنا حاليًا بشكل غير مسبوق..فأصبح ضرره أكثر من نفعه لدى معظمنا والإحصائيات وحدها كفيلة بإثبات ذلك، فقد ورد في تقرير صادر عن الإدارة العامة للمرور بأن 78 % من حوادث المرور؛ وبخاصة اصطدام المركبات وجهًا لوجه بالمملكة كان سببها استخدام الهاتف الجوّال أثناء القيادة. لأن استخدام الهاتف الجوّال في أثناء القيادة كما هو معروف يشتّت ذهن السائق؛ ما يفقده تركيزه ويعرّضه لخطر الوقوع في الحوادث المرورية، وقد يكون أحد الأسباب ورود مكالمة نكدية من حضرة (المدام المصون) مما يتسبب في انفعاله وغضبه ومن ثم يقع الحادث. أما بالنسبة للقضايا الاجتماعية الأخرى التي تقع بسبب سوء استخدامنا لما نسميه بوسائل التواصل الاجتماعي من جوال وواتساب والذي حولناه نحن إلى ساب وأخواتها مثل(خراب ساب وطلاق ساب وهوس ساب) وغيرها فحدث ولاحرج، فقد تضاعفت عن ذي قبل، وأصبحنا نسمع اليوم بمشاكل لم نألفها في عصر(الطيبين ) فمعظم القضايا المعروضة في المحاكم، وأقسام الشرطة، والنيابة العامة يعود سببها الرئيسي إلى سوء استخدامنا لهذه الوسائل مثل نشر الشائعات، وتبادل السباب والقذف، والتدخل في شئون الآخرين كتصويرهم دون علمهم والتشهير بهم إلخ – هذا عدا ما نشاهده في شوارعنا لأشخاص يتحدثون مع أنفسهم وكأنهم مرضى نفسيون نشاهد الواحد فيهم يبتسم، ثم (يكشر) عن أنيابه في نفس اللحظة أثناء تتبعه للرسائل والصور التي ترده عبر جهازه النقال؛ مما يذكرنا بنزلاء (المرستان) الشهير في الطائف حفظكم الله !! ..
ومنذ أن اقتحمت وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا اليومية من أوسع الأبواب و(الشبابيك) فقد ازدادت معها نسبة التعاسة بين أفراد المجتمع فتضاعفت نسبة التفكك الاجتماعي، واختفت العادات الجميلة التي كانت سائدة في الزمن الماضي مثل الزيارات المتبادلة بين الأسر والجيران، وحتى لو اجتمعت الأسرة فإن الصمت سوف يسود المجلس لأن الجميع مشغولًا بجهازه الخاص الذي يستحق أن نطلق عليه بوسائل التفكك الاجتماعي بدلاً عن التواصل الاجتماعي – هذا عدا بث الشائعات وخراب البيوت ونشر العادات السيئة كما ذكرت والمصيبة الأكبر هي شغف الأطفال به مما يهدد بنشوء جيل (الله يستر) وهو ما سوف ينطبق مع قول الشاعر: وأري في أجيال الزمان تنازلاً وأشد منها في التنازل جيلي..