عبدالله غريب

فرحتي فرحتان هذا الأسبوع

وأنا أكتب مقالي هذا بعد فرحتي بشفاء والدتي التي أجرت عملية جراحية ناجحة والحمد لله بمستشفى الحرس الوطني هذا الصرح الطبي الشامل الذي يشهد نقلات نوعية في خدماته الطبية على أيدي أطباء سعوديين مهرة إلى جانب من يعمل معهم من الأطباء من خارج السعودية والذي يعتبر اليوم منارة صحية تحت إدارة نموذجية بقيادة رجال متخصصين واعين بدورهم تجاه هذه الفئة التي ترقد على الأسرة البيضاء في رعاية الله ثم رعاية خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الحرس الوطني والشؤون الصحية بالوزارة وخريجي كليات الطب من أبناء وبنات الوطن الذين أثبتوا جودة مخرجات تعليمهم وشاركوا بكل اقتدار في هذا الصرح الطبي ليس في جدة فحسب ولكن في الرياض والمنطقة الشرقية وفي خدمات الحج وفي كل ميدان يحتاجهم على رقعة الوطن الغالي .

أعود لما بدأت فما إن عادت والدتي للمنزل بعد أن أذن لها الأطباء بالخروج مع تكملة المراجعة للعيادات الخارجية وفق برنامجها العلاجي المتمم لنجاح العملية بإذن الله وإذا بفرحتي تتضاعف لتصير فرحتين من خلال اتصال تلقيته من إدارة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية الذي قدم لي دعوة لحضور المهرجان (33) الذي سينطلق تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله – يوم الخميس القادم بمتابعة دؤوبة وإشراف مباشر من سمو وزير الحرس الوطني الأمير خالد بن عبد العزيز بن عيّاف ومعاونيه عسكريين ومدنيين عند هذه اللحظة عادت بي الذاكرة لانطلاقة هذا المهرجان مع بدايته في الثاني من رجب عام 1405 هجرية الموافق الرابع والعشرين من مارس لعام 1985 ميلادية وفق أهداف تحقق إبراز جوانب التراث الشعبي لمناطق المملكة المتمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية وربطها بالواقع المعاصر وما تحقق في مجالات الثقافة والفكر والتصنيع والعلاقات الدولية مع المملكة وتذكير الأجيال الجديدة بما كان عليه الآباء والأجداد في مجالات الحياة العامة واستعراض جهود الجهات الحكومية في خدمة الوطن والمواطن والمقيم على ترابه الطاهر .

أتذكر بعد هذا التأريخ أن منطقة الباحة كانت سباقة في بناء أول بيت على أرض الجنادرية وتم افتتاحه في المهرجان السادس عام 1410 هجرية في بداية شهر شعبان إذ كان ذلك المبنى تحفة تربعت على أرض المهرجان تم بناؤها على طراز البناء في قرى الباحة وجلبت له أدوات البناء من المنطقة وقام على بنائه حرفيين من أبناء المنطقة ضم تصاميم لازالت شاهدة على فن المعمار في المنطقة سراة وتهامة وبادية وشهد هذا البيت ترميمات وإضافات وتطويرات على مر العقود الثلاثة الماضية وشهد نشاط البيت فنون شعبية وحرف يدوية ومبيعات بلدية وكان للنادي الأدبي السبق من بين أندية المملكة في إقامة أو لنشاط للأندية في المهرجان إذ أقام أمسيات شعرية وندوات فكرية ومعارض كتب من إصداراته وتوالت النشاطات من جمعية الثقافة والفنون حتى حققت مراكز متقدمة في الفنون والفلكلور الشعبي للباحة الذي حضره أمراء المنطقة ومسؤلين وأعيان كما تم نقل عدد من نشاطاته عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية فيما حذت مناطق المملكة حذو الباحة في إقامة مقرات لها لتتحول أرض الجنادرية إلى مدينة مصغرة تمثل جميع مناطق المملكة بكل كنوزها التاريخية وموروثاتها الشعبية وحرفها التقليدية في تنافس قل أن تجد له مثيل في دول العالم فضلا عن أن جميع الوزارات والهيئات والجامعات وغيرها تقيم ما يروي عطش الباحثين عن نشاطها في تنظيم متميز وعرض يليق بمكانتها على أرض الخير والنماء والعطاء .

نقطة ضوء :

ما يميز مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية كل عام لقاء الوفود بخادم الحرمين الشريفين والسلام عليه والاستماع لتوجيهاته كلماته النيرة واستماعه لطرح الوفود المستضافة من الداخل والخارج وهي لحظة لا يشابهها إلا نفس اللحظة التي يهب الملك المفدى من وقته ما يثلج به صدور ضيوف الحرس الوطني ويحقق اللحمة بين القائد والرعية وبين القائد وضيوف المملكة من الدول الشقيقة والصديقة .

Related Articles

2 Comments

  1. الحمدلله على سلامة الوالدة ودمت يادكتور لمحبيك ووطنك الذي طالما تغنيت به وحق لك ذلك وأنت أحد الرموز الوفية لمنطقته بارك الله في جهودك وألبسك ثياب الصحة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button