عبدالرحمن الأحمدي

المعتوه

يظل المعتوه في كل زمان ومكان عبئا ثقيلا على أهله ومجتمعه وعلى كل من حوله؛ لقلة مايملك من قدرات عقلية لايستطيع التكيف فيها مع غيره، ولما يعتريه من خيالات حمقاء تصور له أشياء كثيرة تضعه في صورة ضخمة قريبة جدا من النرجسية وحب العظمة ، وتهيؤات خيالية يعتقد من خلالها أنه الأجدر بالاهتمام، والكلمة، وفي الحضور الاجتماعي، ويتخيل أنه الشخصية الفريدة في زمانه، ويعتقد أيضا أن أي مكان يعرفه ؛ نظرا لشهرته الطاغية. وحقيقة كل ذلك وكما يقال مع ” نفسه ” . ونحمد الله أن هذه الفئة المريضة قليلة جدا وأقرب إلى الاندثار السريع؛ نظرا لعدم القدرة مع التعايش مع الثروة المعلوماتية الهائلة المنتشرة في كل أرجاء الدنيا. وهي لاتقبل بطبيعة الحال مثل هذه الهلوسات الذهنية نسأل الله العافية، كما نسأله أن يمن على من تبقى من أفرادها بالشفاء العاجل .

وحقيقة وإن صح التعبير.. لايشبه هذه الفئة النادرة في الوجود إلا فئة الحمقى وأعتقد من وجهة نظر شخصية أن هناك نقاط مشتركة كثيرة بين المعتوه والأحمق وتتمثل باختصار في نقص العقل. فكما هو معروف منذ السابق عند العرب التحذير من مصاحبة الأحمق .. فالأحمق كل ما أراد أن ينفعك تجده يضرك كثيرا من حيث لا يعلم، ولذلك حذر سيدنا علي_ رضي الله عنه_ من الأحمق وصداقته. وهنا قد تكون المشكلة أهون، ولكن المشكلة العظيمة تقع حينما تجتمع في المعتوه قلة العقل مع الحماقة أيضا، وتكتمل إذا خلى من الأدب والذوق. وعلى هذه السيرة أتذكر ذلك المعتوه الكبير الذي يصعب التنبؤ بما يفعل . فتشعر بالإحراج إذا تناقش معك، أو اقترب منك تماما.. فلا تعلم من أين ستأتيك المصيبة منه .. ولاتقول حينها إلا اللهم سلم .. سلم .

إن على عقلاء المجتمع التعامل بمصداقية مع مثل هذه الفئة من خلال تحقيق هدفين تجاه هذه الفئة.. فئة المعتوه، أوناقص العقل أولا معالجة هذه الفئة ذهنيا وفكريا ونفسيا وأدبيا بتوضيح حجمهم الحقيقي ، والشيء الآخر محاولة جادة في المساعدة في تأهيلهم مرة أخرى ودمجهم في المجتمع عبر التكيف والتأقلم الإنساني من خلال جلسات أخوية توجيهية وإرشادية عسى الله تعالى أن ينفع بهم مستقبلا، ويصبحون أعضاء فاعلين مؤثرين يقدمون مايستطيعون مع الفئة الأولى.. الفئة المتزنة، والتي قدمت وبذلت جهودا جميلة جدا في جميع الأعمال سواء على مستوى الأعمال الرسمية، أو الخاصة، أو حتى على مستوى الأعمال التطوعية. وكل ذلك ليس على الله بعيد. وسلامة حياتكم .

Related Articles

2 Comments

  1. ياكثر المعاتيه …في هذي الحياة ياليت ينتبهون لهم ويحجموهم عندحدهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button