(مكة) – المدينة المنورة
ذكر فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم :أن شرف المرء أدبه ، وشرف الأدب يغني عن شرف الحسب والنسب وإنما الشرف بالهمم العالية لا بالرمم البالية ،مضيفاً فضيلته أن الأدب استعمال ما يحمد قولا وفعلا والأدب فعل الفضائل وترك القبائح والأدب تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك والأدب الأخذ بمكارم الأخلاق ، قال الله تعالى : ” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ” .
وبين فضيلته أن الأدب تقوى الله تعالى وطاعته والحذر من معاصيه ، وسمي الأدب أدباً لأنه يأدب الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح ، والأدب حسن العبارة وجمال الخطاب والملاحة في الحديث وحسن التناول والبراعة في التعامل وحسن الهيئة وجمال الروح والخلق .
وأوضح فضيلته أن الأدب ليس الفصاحة والبلاغة وحفظ العلوم وشعر العرب فحسب ، ولكن حقيقة الأدب التخلق بالخلق الجميل ، والفرح بما ينعم الله على الغير وترك الحسد والسلامة من الحقد ومن تم عقله وزان أدبه قل كلامه وطال صماته وحسن لفظه وظهر حلمه .
وتابع فضيلته : وقد اعتنت كتب الصحاح والسنن والمصنفات بجميع الأحاديث ، وما من تلك الأسفار العظام التي تعد عمدة أهل الإسلام إلا أفرد جامعوها للأدب كتاباً وللآداب أبواباً وانظر كتاب الأدب في صحيح البخاري وكتاب الأدب في صحيح مسلم وكتاب الأدب في سنن أبي داود وكتاب الأدب في سنن الترمذي ، فما أعظم الأدب في الإسلام وما أجل مكانته في السنة والشريعة .
وفي الخطبة الثانية أوصى فضيلته : أيها المسلمون .. اشكروا نعمة الله عليكم فقد أرسل إليكم الرياح المبشرات والسحاب الثقال الهاطلات والغيوث المترادفات المتتاليات على السهول الظامئات والصحاري القاحلات والروابي الهامدات والجبال الصم الصلاب الجامدات التي أهمدها القحط والمحل فاربدت واقشعرت وصوح نبتها ثم ها أنتم وقد اعشوشبت بفضل الله أرضكم وزها بغيثه روضكم واخضرت برحمته جبالكم في عام مخصب غيداق ، في صور جميلة بديعة تدل على قدرة الله وحكمته ورحمته وسعة فضله ورزقه وإحسانه ، فنزهوا أنظاركم في بديع صنع الله تعالى وراعوا آداب التنزه ، ولا تلوثوا أو تنجسوا مكاناً اتخذه الناس ظلاً لهم ومقيلاً أو مناخاً أو روضة معشبة أو شجرة مثمرة أو مورداً للماء أو طريقاً مقروعة بالأقدام أو الدواب أو السيارات .
واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء : اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الآل والأصحاب وعنا معهم يا كريم يا وهاب ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين واجعل بلاد المسلمين آمنة مطمئنة مستقرة يا رب العالمين .
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى ، اللهم وفقه وولي عهده لما فيه عز الإسلام والمسلمين يا رب العالمين.
اللهم انصر جنودنا المرابطين على ثغورنا وحدودنا يا رب العالمين، اللهم احفظ رجال أمننا واجزهم خير الجزاء وأوفاه يا رب العالمين ، اللهم اشف مرضانا وعاف مبتلانا وارحم موتانا وانصرنا على من عادنا ، اللهم اجعل دعاءنا مسموعاً ونداءنا مرفوعاً يا كريم يا عظيم يا رحيم .