1
يقوم السيد رجب طيب أردوغان الذي يتحدث اللغة التركية الفصحى بالتغريد عبر حسابه في تويتر باللغة العربية الفصحى ليهاجم إسرائيل، ويندد ويهدد، ويرعد ويزبد..فيقوم السيد بنيامين نتنياهو الذي يتحدث اللغة العبرية الفصحى بالرد على السيد أردوغان باللغة العربية الفصحى، ويهاجم تركيا ويرد الصاع صاعين.
ما نعرفه أنه يمكن لكل واحد منهما أن يغرد بلغته الأم، وستقوم السفارة الإسرائيلية في أنقرة والسفارة التركية في تل أبيب بالترجمة للزعيمين.
ولكن ما لا نعرفه أن الزعيم أردوغان يستهدف الشريحة الأكبر من حريمه (حريم السلطان) من الإخوان المسلمين..وغالبيتهم من العرب كما تعرفون، ولا يريد أن يفوِّت عنترياته واستعراضاته أمامهم، أما نتنياهو فهو يستهدف شريحة المتاجرين (بالكظية) وغالبيتهم من العرب كما تعرفون..ولا يريد أن يفوت إظهار قوة إسرائيل أمامهم، وأنها لا تهتم حتى أمام تركيا فما بالك بهم.
الحقيقة التي بين السطور..أن أردوغان ونتنياهو(سمن على عسل)، ولكنهما ما زالا يفترضان أن المواطن العربي(حمار)ما يفهم.
أما أنا باعتباري كائنًا فضائيًا، وأتحدث جميع اللغات الفصحى فقد فهمت(السالفة).
2
يقوم ربيب الحمدين تميم القطري بالاتصال بالرئيس السوداني عمر البشير؛ لعرض خدماته وإبداء تعاطفه ومساندته للرئيس في مواجهة المظاهرات الشعبية التي خرجت هناك ضد السلطة، وفي نفس اليوم وعلى بعد شارعين من قصر تميم يقوم ربيب الجزيرة القطرية فيصل القاسم بالتنديد بالرئيس السوداني وتجريمه وشتمه والشماتة به، وما حصل ضده خاصة بعد زيارته لدمشق.
ما نفهمه..أن حمدًا القطري كان يدعم القذافي الليبي، وتآمر معه ضد الأوطان العربية؛ وخاصة المملكة العربية السعودية، ووصل الأمر إلى التآمر على اغتيال الملك عبدالله.
ولكن مالا نفهمه..أن حمدًا القطري كان أول من دعم الثورة الليبية وأرسل السلاح والجنود إلى ليبيا؛ خاصة إلى الجماعات المتطرفة هناك، وأن القذافي تحدث عن غدر قطر به بالاسم، وأن الجزيرة كانت تحتفل وتهلل حين قتل القذافي وتشتت العديد من الليبيين.
الحقيقة التي بين السطور تقول: إنه لا عهد ولا ذمة لحمد ولا للأراجوز تميم المعبوث به من خلف الستار، وأن العقوق والانقلابات أصبحت سمة في تاريخ قطر، وأنها غدرت بأقرب الناس إليها من أبناء عمومتها وجيرانها في الخليج.
أما أنا..وباعتباري كائنًا فضائيًا..فأعرف أن قطر مسيَّرة وليست مخيَّرة، وأنها كالريشة في مهب الريح، وأنها مجرد طاولة شطرنج للمخابرات العالمية، وأن ما يقول به مذيع هامشي في قناة الجزيرة..هو أهم عند وسائل الإعلام وأقبية السياسة بعشر مرات مما يقوله تميم القطري نفسه.
3
كتبوا ما يريدون بقلمه..ثم كتبوا ما يريدون بدمه.
استغلوا وجوده..واستغلوا غيابه.
تاجروا به..ولم يرحموه..لا حيَّا..ولا ميِّتًا.
هل كان غافلًا عنهم؟ هل كان طموحًا أكثر من اللازم فأصابه الزلل؟ هل كان عميلًا؟!
لا ندري..ولا نتهم ولا نبرئ..وكل محاسب بعمله.
ولكني ككائن فضائي أقول:
أثبت التاريخ أن هذا هو مصير من يضع نفسه في مهب رياح الأعداء..يأكلونه لحمًا..ويرمون به عظمًا.
تحياتي إليكم من المريخ.