حققت طاولة الحسم نجاحًا كبيرًا بتحريك كثير من المشاريع المتعثرة إما لأسباب داخلية لدى الشركة المنفذة كقلة العمالة الماهرة أو ضعف الخبرة في ذات النشاط المسند لها أو وجود مشاكل بين العمال والإدارة أو ضعف الإمكانات، وربما لأسباب خارجة عن إرادة الشركة كبطء تسليم المستحقات من المبالغ المالية وفقًا لعقود الاتفاق أو تعارضها مع مشاريع حكومية لإدارات أخرى، وعند تفاقم المشكلات الداخلية والخارجية ينعكس ذلك سلبًا على تعطيل المشاريع، وعدم إنجازها في الوقت المحدد؛ مما اضطر المسئوولون في الوزارة إعطاء فرصة تمديد الوقت، ورغم ذلك ظلت المشكلة قائمة والتأخير مستمر والتأثير على التنمية قائم، وكان لسمو الأمير الدكتور حسام بن سعود أمير منطقة الباحة دور فاعل في تحريك هذه العجلة الصدئة؛ مما أسفر عن سرعة تنفيذ لعدد من المشاريع التي كانت معطلة وبحسب تصريح سموه المنشور في صحيفة “سبق” بأن طاولة الحسم حركت مشاريع متعثرة تزيد قيمتها عن مليار ريال، وهنا يثمن المواطن للأمير هذا الدور الذي بذله في سبيل تحقيق تنمية فاعلة في منطقة الباحة، وتأسيا على هذا النجاح الذي تحقق بفعل الرؤية العميقة والهمة العالية من سموه؛ فإن الطموح يتسع لأن يتأسس هيئة عليا لتطوير الباحة؛ ليكون من ضمن مهامها الاتفاق مع شركات متخصصة في مجال التخطيط العمراني، والمدني، والحضري، للقيام بإعداد التقارير والدراسات والخرائط والصور الجوية للاستفادة منها في التشكيل المستقبلي لمدن الباحة. مع الاستفادة من الدراسات السابقة،
والتركيز على الاستثمار باعتباره أحد أسس البناء التنموي لأي مجتمع، ويأخذ الاستثمار مجالات عديدة كالسياحي، الزراعي، الصناعي، التجاري، الخدمي؛ ولكون منطقة الباحة ذات هوية زراعية بحكم استغلال سفوح جبالها بإقامة مدرجات زراعية كانت سلة غذاء للسكان منذ آلاف السنين، واستجدت لها خصوصية سياحية لمزاياها الطبيعية والمناخية فإن الاستثمار في هذين الجانبين محققان لتنمية فاعلة في المنطقة، ويتم من خلال طرح دراسة تخطيطية استكمالًا للدراسة التي قامت بها شركة فبملانكو عن المنطقة والتي انحصر زمن التنفيذ في خمسة عشر عامًا انقضت، ولمّا كانت عجلة التنمية لا تتوقف فإن استمرارية القيام بدراسات تخطيطية مماثلة أظن أنها من الأولويات لعدة اعتبارات حتى تسير التنمية وفقا لخطط واضحة ومتكاملة ومنسقة بين القطاعات والخدمات، التنمية لا تقوم على انفرادية في الرأي، بل ضرورة توفر الخطط والدراسات مع أهمية التكامل والتعاضد والتحاور في الرأي، والتنفيذ هنا نتطلع لأن تصبح التنمية في الباحة متكاملة العناصر تحقق رضا الأهالي والزائرين وتلبي طموحات الحكومة.ث