قرب العام الدراسي الجديد، وبدأ تسجيل الطلاب والطالبات في المدارس، وازداد اهتمام الوالدين بابنتهم المقبلة على الالتحاق بالتعليم للمرحلة الابتدائية في سنتها الدراسية الأولى.
فبدأوا بالسؤال عن أفضل المدارس وأحسنها، واتضح لهم التفاوت في المستوى التعليمي للمدارس باختلاف أنواعها، الحكومي والخاص والأجنبي.
وهنا يرى الكاتب أن هذا الاختلاف يضر بالتعليم العام؛ حيث يجب أن يكون التعليم على مستوى عالٍ وموحد في جميع المدارس؛ كي تتحسن المخرجات، ويتحقق العدل في توزيع وانتشار مدارس التعليم الجيد للجميع.
أخبر الوالدان ابنتهم بعد اختيارهم للمدرسةِ، ففرحت وابتهجت وأصرت على والديها لكي تختار اللباس، الحقيبة المدرسية، صندوق الإفطار والمقلميةِ واختارت حذاءً ذا ألوان زاهية.
كانت تلك أولى لحظات الطفلة في مراحل التعليم الابتدائي.
وفي صباح اليوم الموعود، خرجت الفتاة فرحة بيومها الدراسي الأول إلى مدرستها.
وكالعادة كان اليوم الأول مخصصًا للتعارف، فقامت بالتعرف على معلماتها وزميلاتها. أخذوهم بعدها لجولة على مرافق المدرسة، تسلموا بعدها كتب المقررات الدراسية.
فرحت بها وراحت تضعها في حقيبتها، ولما أرادت حملها تفاجئت بثقل وزنها، ثم تساءلت عن إمكانية حمل هذا الوزن الثقيل على ظهرها طوال الأسبوع.
كانت هذه أول محنها بيد أنها قررت التحمل في سبيل الدراسةِ والتعليم.
شكت لوالديها ثُقل الحقيبةِ، فكان حلهم المؤقت حقيبةً ذات عجلاتٍ يتوقف نفعها كلما واجهت ابنتهم سُلمًا.
مضت عدة أسابيعٍ على بدءِ الدراسةِ وكثُرت الواجباتِ وتشعبت الدروس.
طرأ على الفتاةِ تساؤلٌ بريءٌ لحظة لعبها بجهاز الآيبادِ بجانبِ والدها فنطقت به على الفور:
– هل نستطيع المذاكرة عن طريق الآيباد ؟
-لا ..لانستطيع؛ لأن أسئلة الواجبات موجودةٌ في الكتاب ويجب عليكِ حلها في الدفتر، ثم بدا عليها الاستياء.
تمنى والدها تطبيق هذه الفكرةِ التي ستسهل على طفلتهِ الكثير، واستغرب بزوغ فكرةٍ كهذه في عقلِ فتاتهِ وغيابها عن عقولِ مسيري التعليم، أم أن الدافع لديها أكبر لأنها تحمل حقيبتها الثقيلة كل يوم.
تساءلت الطفلةُ مجددًا حين كانت تذاكر دروسها وتحل واجباتها المدرسية رفقةَ والدتها.
الطفلة: ماما! لماذا لا أكتفي بالمذاكرة في المدرسةِ مثل مريم ؟ – مريم هي ابنة خالتها التي تدرس في إحدى دول الخارج رفقة والديها المبتعثين.
أيقنت الأم حينها أهمية المتعة والبهجة في تعليم المراحل الابتدائية، وأهمية إتمام حل الواجبات في المدرسة؛ حيث يتفرغ الطفل في منزله للعب ومجالسة أهله وتنمية مواهبه وتنمية هواياته.
وفي إحدى الأيام أبلغت الطفلة والديها عن المعلمة التي لم تنتبه لسؤالها في الفصل وعن تكرار ذلك، فاتضح بأن عدد الأطفال في الفصل الواحد أكثر من استيعابه مما يؤثر على التواصل، وشرح وإيصال المعلومة بشكلٍ سليمٍ للأطفال.
كانت ترى مقصف المدرسة كالبقالة التي بجانب بيتهم، وتتذكر منع والدها لها شراء الحلوى والتسالي بكثرة حتى لاتتأثر أسنانها بالتسوس أو تؤثر على صحتها ونشاطها، فسألت والدها عن ذلك، وكيف يمكنها شراء الطعام الصحي فلم يستطع الإجابة.
كانت تلك بعض اللمحات من حياة تعليمية لطفلة، وهنا لاحظ الكاتب خلوها من تعزيز الفضول الفطري لدى الطفل والتحفيز للإبداع لديه، وتقييد الطفل بالطابع الرسمي في التعليم، واستمرار النمط الواحد في اكتساب المعلومة وهو التلقين والحفظ، وأيضًا قلة الاهتمام بالرياضة الجسدية والصحة العامة للطالب.
“إنها معجزة أن ينجو الفضول من التعليم الرسمي” – أينشتاين