عبدالرحمن الأحمدي

الثرثار

وهذا الثرثار وهو بالمناسبة قريب جدا من فئة (المعتوه)؛ لوجود الشبه الكبير بينهما من حيث نقص في القدرات العقلية من قلة الإدراك والاستيعاب وعدم فهم مايحيط من حوله. ومن قلة الدقة في ضبط الأمور، وبعد النظر، كما يتصف دائما بالتهور، والاقتراب من النتائج الكارثية؛ لتفلت لسانه في أغلب الأحوال في كل صغيرة وكبيرة. وهو أيضا يمثل الازعاج المستمر لجميع فئات المجتمع. و قد يجد نفسه يوما ما في موقف محرج لايحسد عليه ممايلزمه الاعتذار للجميع علنا، أو أمام جمع محدد من المجتمع. وهو في الحقيقة لايكل ولايمل من الأحاديث التافهة التي لاتقدم ولاتؤخر. وقد تكون هذه المشكلة موجودة في مكوناته الشخصية، أو اكتسبها بعد اختلاطه بمن هم على شاكلته، ومن الممكن أن يلعب الفراغ دورا مهما في ثرثرته.

ولا تخلو القصص والروايات العربية بطبيعة الحال من هذه النماذج الثرثارة المزعجة .وهنا لدينا في المجتمع المحلي وضمن مرويات الأدب الشعبي المحلي حيث يروي أن صاحب مزرعة مجتهد كثيرا في مزرعته من الغرس، والحصاد، وغيره من الأعمال المعتادة. ومن المعروف لدى معظم المزارعين أن تكاليف المزرعة باهظة الثمن وقد لا تأتي أكلها خاصة في هذه الأوقات ..!! ويمر على صاحب المزرعة ثرثار مشهور بثرثرته المبالغة وينصح صاحب المزرعة بإجراء تعديلات واهية فما كان من صاحب المزرعة إلا أن تحجج بأن لديه سفر وسيترك كل المهام له ولم يجد من الثرثار إلا المغادرة فورا ويبدو أنها كانت آخر زيارة للمزرعة. هكذا هم الثرثارون في كل مكان وفي كل زمان ليس منهم إلا الأذى، وقلة الأدب، وقلة المروءة، والتطفل على الناس.

إن على الأفاضل والفاضلات في المجتمع تجاهل مثل هذه الفئات التافهة الجاهلة، وأن لا ينتظروا منهم أية أحاديث فضفاضة ، فلن يجدوا في جعبتهم الخاوية إلا تناقل الأخبار السخيفة بين أفراد المجتمع، وتخصيص المسيء منها فقط، واتهام المخلصين بأقبح الأوصاف؛ لحاجة في أنفسهم، أو لعدم استطاعتهم القيام بأعمال صالحة؛ تشعلهم عن لوثة ألسنتهم القبيحة. عموما يفخر المجتمع بوجود العديد من المحترمين والمحترمات ، أما هذه الفئة، والفئات المشابهة لها فهي ليست بتلك الفئة الكبيرة ولله الحمد، و مصيرها كمصير غيرها إلى الزوال. ويكفينا قول الله تعالى في محكم التنزيل في سورة الرعد آية 17 في وصفهم الدقيق تماما.. ” فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال”.

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button