المقالات

ما هي البيانات الضخمة؟ Big data

يقف مندوب مطعم ماكدونالدز أو هرفي للوجبات السريعة أمام باب منزلك بعد أن أحضر وجبة طعام لأحد أبنائك من هواة ال junk food أو لنقل الوجبات السريعة.

الشركة التي أرسلت مندوبها تحتفظ برقم تليفونك ورقم المنزل وتعرف الحي الذي تقيم فيه، وبتكرار طلب أبنائك لوجبات محددة فقد توفر للشركة معلومات أخرى حول الأطعمة المفضلة وكمية اللحوم والبطاطس والمشروبات التي يستهلكها أبناؤك، كما ان الشركة تعرف بالتقريب اعمار من طلبوا الطعام من خلال مندوبها وعدد الوجبات التي يتم طلبها عادة. 

ولا يقتصر الأمر على أسرتك فالشركة أيضًا لديها معلومات مماثلة عن أسر أخرى في الحي الذي تقيم فيه وفي أحياء أخرى تصلها خدمات الشركة.

وبما يتوفر للشركة من معلومات عن أحياء أخرى وأسر أخرى، فقد توفر لديها قاعدة بيانات ممتازة تستطيع الإفادة منها في التخطيط لعمليات التسويق أو فتح فروع جديدة لمطاعمها في مدن أخرى أو  أحياء جديدة في طور النمو.

الشركة تمرر جزءًا من هذه المعلومات إلى قواعد بيانات في جهات أخرى، وربما جهات رسمية وربما دولية، وتفعل ذات الشيء شركات أخرى تبيع سلعًا  أو تقدم خدمات مختلفة. وهكذا تتضخم هذه البيانات التي تفد من عدة مصادر بصورة تجعل منها ثروة مهمة للغاية، يصعب تجاهلها.

يأتي باحث أكاديمي ليس له علاقة بشركات الأطعمة والتسويق، ثم يستفيد من هذه البيانات بطرق مختلفة؛ كمعرفة كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها الأطفال،  أو كمية اللحوم التي تستهلكها الأسرة في وجبات طعامها السريع، والأوقات والمواسم التي يزداد فيها الطلب على الوجبات السريعة صيفًا أو شتاءً وهي معلومات يستفيد منها الاقتصاديون والمخططون في عدة جهات حكومية أو في القطاع الخاص.

ويأتي باحث آخر معني بقضية إنفاق الأسرة وبضغطة زر يمكنه معرفة متوسط ما تنفقه الأسر من أموال في حي ما أو مدينة ما على الأطعمة السريعة، وليس الأمر كذلك بل إن مندوب الضرائب كذلك يستطيع أن يعمل تقديرات حول دخل شركات الأطعمة السريعة عندما يلجأ إلى قواعد البيانات الضخمة.

هذه مجرد أمثلة على ما يطلق عليه بالبيانات الضخمة، وكيف تتجمع، وكيف يمكن الإفادة منها من قبل عدة جهات. 

جامعة الملك سعود

Related Articles

One Comment

  1. بارك الله التحاقك بالصحيفه ونفع بك عباده ورفع شأن الصحيفة بك وبالتوفيق والسداد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button