د. جرمان الشهري

المدير الأجنبي

في ليلة من ليال الشتاء الباردة، وفي أحد المجالس الشبابية دار حوار واقعي و( مرير ) بين مجموعة من الشباب السعودي الخريجين من جامعات سعودية وخارجية، وجميعهم في طور البحث عن عمل، والكل متفق على عدم وجود وظائف، وإن وجدت فهي لا تتناسب مع طموح السعودي لا من حيث مقدار الراتب، ولا طبيعة ومستوى العمل والمهمة الموكلة لخريج جامعي.

الدولة -حفظها الله- ماقصرت، بذلت المال وهيأت الشباب  لسوق العمل سواء لخريجي الداخل أو الخارج، وحثت على ضرورة إيجاد الوظائف للسعوديين في وطنهم، من خلال برامج السعودة المقننة بإحلال السعودي بدلاً من الأجنبي متى ماكان السعودي مؤهلا، كل هذا وجهت به الدولة رعاها الله، ولكن الإشكال في التنفيذ الفعلي لأهداف وسياسة الدولة، فبعض المدراء  التنفيذيين في القطاعين الخاص والعام، يحاول وضع العراقيل أمام توظيف السعوديين بحجج واهية وتعجيزية.

وعودًا على بدء، حيث شاركت الشباب في حوارهم عن معضلة التوظيف، فقلت لهم .. يا شباب، كونوا واقعيين ولا تكن أحلامكم في مسألة التوظيف كحلم إبليس بالجنة .. أبناء الوطن (يجب) أن يبقوا دائمًا تحت سيطرة كبار الأجانب، والأجانب درجات، وتقاس أولوية تلك الدرجات، بنوع الجنسية وببعض الخدمات اللوجستية التي لا يستطيع على تنفيذها إلا أولئك الأجانب !!

أبناء الوطن ( يجب) ألا يعتمدوا على شهاداتهم الصادرة من الجامعات السعودية والجامعات الخارجية التي تم ابتعاثهم رسميًا لها، وإنما (يجب) عليهم أن يحضروا شهادات خبرة بعدد السنوات التي يطلبها مديرهم الأجنبي، و(يجب) عليهم ألا يعترضوا على شرط ضرورة وجود شهادات خبرة، فالخبرة ضرورية جدًا ومهمة للغاية، ولا يمكن التغاضي عنها أو التساهل في عدم إحضارها، فالمدير الأجنبي أحرص من أبناء الوطن على الوطن، وأفهم منهم وأكفأ وأجدر، والدليل أنه لم يحدث قط أن اكتشفت بعض الجهات شهادات مزورة لأجانب يعملون في السعودية سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، وليت تلك الشهادات المكتشفة تقتصر على التخصصات النظرية، ولكنها تجاوزت ذلك إلى التخصصات الطبية والفنية التي تتعلق بحياة الإنسان ومنشآت الوطن الحيوية ..

ثم إنكم أيها الشباب الجامعي تبالغون في طلب مبالغ كبيرة كراتب شهري، فأنتم تطلبون خمسة آلاف ريال، وبعضكم يسرح خياله فـ (يصل) طلبه إلى عشرة آلاف ريال شهريا، وهذا الطلب العجيب يصطدم مع حضرة المدير الأجنبي الذي يتقاضى أربعة أضعاف ما تطلبون، ولكنه يظل مديرًا وخبيرًا ومسيطرًا ونافذًا، فلا تكونوا ندًا له، فأنتم أصغر من أن تحلموا أو تفكروا بهذا التفكير !!

والحل هو أحد أمرين :- إما أن ترضخوا للأجنبي بجميع شروطه أو بكل بساطة ( تمسكوا ) الباب، وسلامتكم.

Related Articles

4 Comments

  1. كلام واقعي يادكتور .. أبناء البلد مبدعين لا ينتظرون إلا فرصة لمنحهم الثقه من أصحاب الأعمال وتنصيبهم لتلك المناصب التي تركت للأجانب .

  2. تمسك ايها المرؤوس بالمدير الاجنبي وكن ظلا له كي تقتبس وتتعلم منه فهو لا يدوم ولابد من يتنحي بحكم السن وغيره فاستفد منه ثم علم ابناء وطنك وكن مخلصا لله ترقي في الدارين وتكسب

  3. نعم يا أستاذ أحمد .. السعوديون مبدعون ، ولا ينقصهم إلا منحهم الثقة ، لكن خوف الأجنبي منهم يجعله يضع العراقيل في طريقهم .

  4. أخت منيرة ، أشكرك على النصيجة الثمينة ، لكن لابد أن تصححي معلوماتك ، وتعرفين أن الجامعي السعودي أكفأ من الأجنبي الذي يرأسه متى ما أوكل له العمل ومنح الثقة ، وأشكرك أيضاً على الصراحة في تأكيدك على استمرار الأجنبي في قيادته للسعودي حتى يهرم ذلك الأجنبي ، وبعد الهرم لابأس من التكرم على السعودي ليحل محله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button