نعيش في حياتنا الكثير من السلوكيات الخاطئة التي مانكاد ننبذها ونتبرأ منها؛ حتى نعود لممارستها إما بنفس الصفة أو على أشكال وصورٍ مختلفة في محاولة للهروب من تأنيب الضمير.
إنها الفوضى المنظمة للمجتمع التي تحولت مع مرور الوقت وكثرة الممارسة إلى عادات يصعب التخلص منها، لا سيما بعد أن ألبست غطاءً دينيًا عند فئة منه، ليتعامل معها بشكل مرتب ومنظم رغم ما فيها من مخالفات دينية واجتماعية واقتصادية.
فالوساطة، والمحسوبية، والتقريب، والتبعيد، والترفيع، والإبقاء صورٌ لفوضى منظمة يتعايش معها المجتمع بشكل مألوف وغير مستغرب.
والتبذير في موائد الطعام وولائم الأفراح بأنواعها شكل من أشكال الفوضى المنظمة، حتى لم تسلم موائد العزاء منها، وإذا لم يكن الموت واعظًا فمن الواعظ ياترى؟!
ومن الفوضى المنظمة حملات عتق الرقاب التي أصبحت ظاهرة إذ تدار وفق أسلوب تسويقي ودعائي منظم لجمع المبالغ الطائلة.
تجارة بالدماء لم تكن مؤلوفة لدى مجتمعنا حتى عهد قريب، فالمعهود منه العفو والصفح لوجه الله عز وجل.
كما أن مظاهر الافتخار بالقبيلة، وما عزز لها من احتفالات ومهرجانات ضربٌ من ضروب الفوضى المنظمة، ومشروع شيطاني للعودة إلى الجاهلية الأولى، وإلى زعزعة اللحمة الوطنية التي بناها ورسخها المؤسس (المغفور له بإذن الله تعالى) الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
ومما يؤسف له أن من يقود تلك الفوضى المنظمة من أصحاب الفكر والجاه والتدين الذين كان من الواجب عليهم إصلاح المجتمع لا إفساده.