مكة المكرمة مدينة قريبة لقلوب الشعوب الإسلامية بشكل عام، ولقلب المواطن السعودي بشكل خاص. ففيها قبلة المسلمين وبيت الله الحرام، مدينة الرسالة، وبداية الإسلام، أرض الوحي مدينة محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف لا يكون لها مكانة خاصة لدينا، وكيف لا تحظى بالاهتمام لدى الجميع.
هكذا نراها نحن مواطني المملكة العربية السعودية، وهكذا يراها سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير/ بدر بن سلطان. كان واضحًا في خطابه الذي ألقاه في اجتماع هيئة تطوير مكة. تحدث بلغة واضحة وواثقة، لغة نبحث عنها ونرغب في سماعها، لغة نعتبرها عذبة وقوية وقواعدها سليمة، لغة المحب لمدينة مكة ولغة الراغب في التطوير، لغة الغبطة بهدف التطوير. وهذا ما تحتاجه مكة المكرمة.
بدا واضحًا في خطاب سموه أنه يرغب أن يرتقى بمكة إلى المكانة التي تستحقها، وبدا واضحًا أنه يراها في مخيلته لا تقل تنظيمًا وتطورًا عن مدينة الجبيل وينبع. فمن عمر الجبيل وينبع قادرًا بعون الله أن يعمر مكة فقط بانتهاج منهج الجودة في العمل.
هو يرى أنه لابد أن يكون لمكة المكرمة نصيب من خطط تحقيق رؤية 2030، بل أن يكون لها جدول وخطط خاصة نظرًا لطبيعتها. وأوضح سموه أن أهم ما يشغله أمران: الأول: هو نصيب مكة المكرمة من التحول والرؤية خلال الخمس سنوات القادمة. وثانيًا: تغطية النطاق العمراني بها بنسبة 100%.
كما ذكر سموه أن العمل بين الدولة وقطاعاتها ومناطقها عمل تكاملي فإن كانت الدولة قد حددت الخطط والأهداف من خلال رؤية 2030، فإن على القطاعات والمناطق تحديد احتياجها، وعرضه بشكل تفصيلي موثق ليتم دعمها وبالتالي جدولتها في خطط تنفيذية.
كان حديث سموه خلال الاجتماع حديث مبشرًا وواعدًا بالكثير من التغيير، حديث يحوي مصطلحات ومفردات متماشية مع الفترة الزمنية الحالية التي تعيشها المملكة العربية السعودية، مصطلحات مثل إنكار الذات، المرجعية القيادية، التنسيق، التخطيط، تحديد الاحتياج، وضع الأهداف، رسم الخطط، الوصول للهدف، تحديد الخطة الزمنية، والجودة.
ورغم أن هناك الكثير من التحديات التي قد تؤخر عملية التغيير والتطوير مثل الطبيعة الجبلية للمنطقة، وكونها مطمع للتجار، كثرة المتخلفين من الحج والعمرة وغيرها من التحديات، إلا أن الدراسة الجيدة، والتخطيط المحكم سيساعد في تخطي التحديات ولو حتى قليلًا.
أخيرًا أعتقد أننا خلال الخمس سنوات القادمة سنشهد تحولًا بشكل أو بآخر في منطقة مكة المكرمة. لذا فإننا في انتظار وترقب.