د. علي مليباري

النوايا الموتورة حول هروب رهف القنون

على نحو مثير للغيظ والسخرية تحوّلت قضية رهف القنون من فتاة هاربة من أسرتها إلى فتاة هاربة من وطن، برأي الإعلام الغربي وبخاصة الكندي، ليتّخذ منها منصة لتوجيه الانتقادات لمنظومة القيم المجتمعية المرعية والدالة على خصوصية مجتمعنا وتنفيذ أجندات سياسية معلومة..

محزن جدًا أن تقع فتاة نشأت في هذا الوطن المعطاء في مثل هذا الفخ الخبيث الذي نُصِب لها، ولعل شعور رهف القنون الزائف – وأكرر الزائف – حيال إعلان أسرتها التبرّي منها، والادعاء بأن ذلك أحزنها، أمر يثير الغيظ والسخرية، فهي من نفّذ هذا “التبرّي” من أسرتها بسلوكها، وإلا فكيف يمكن أن تُسمّي هروبها وطلب اللجوء والتعريض بأسرتها بهذا الشكل السخيف..

ما قامت به أسرتها رد فعل طبيعي لـ”تبرّي” أقامت به رهف عبر سلوكها، ومن المضحك جدًا أن يتبنّى إعلام ما رواية فتاة هاربة من أسرتها ليُقيِّم بها مجتمعًا ثابت الأركان ووثيق الصلة بين أفراد أسرته، دون إغفال لما يمكن أن يحدث من اعتلالات في هذه المنظومات القيمية هنا وهناك، كحالات فردية، لا يُبنى عليها رأي، ولا تؤخذ في إطار العموم ليوصم بها كل المجتمع..

هذا مسلك يكشف عن النوايا الموتورة لا أكثر، ولذا من المهم جدًا أن يحترم “الآخرون” مجتمعنا وقيمه، فليست القيم الغربية هي النموذج “الأمثل” الواجب تحقيقه في كل مجتمعات الدنيا، فلكل شعب مُثله وقيمه المجتمعية التي يُسيِّر بها حياته، وبمثل ما للغرب من آراء مصادمة لقِيَم الشرق، فللشرق أيضًا آراؤه الناقدة وبشدة لبعض قيم الغرب، لكن جوهر “الديمقراطية” التي ينادي بها الغرب تفرض عليه احترام خيارات الشعب في امتثال القيم التي تحفظ تماسكه وتشيع الأمن في ربوعه.

Related Articles

2 Comments

  1. لكل اسره هناك فروقات فرديه ولكل مجتمع ايضا
    ولكل قاعدة شواذ من الغباء من دوله مثل كندا تعمم وتتدخل في شؤون غيرها فالتصل حالها اولي

  2. مشكلة كندا معروفه ضد السعودية تريد تدريس العقول السعودية وتستفيد من قدراتهم العقلية لكن الدارس السعودي بمجرد الإنتهاء من دراسته يعود إلى أرض الوطن .
    وهذه النقطة مسبب لها مشكلة تريد هجرة العقول السعودية اليها بأي طريقة كانت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button