المقالات

أطفالنا الأيتام ذوي الظروف الخاصة “وقفة تأمل”

على الرغم  من صعوبة تعويض حضن الأم الدافئ أو لمسة الأب العطوفة إلا أن جهات رسمية وخيرية سعودية تحاول من خلال 18 دارًا لرعاية الأيتام منتشرة في مناطق المملكة كافة، إيجاد الظروف المعيشية اللائقة لرعاية الأيتام من مجهولي الأبوين، وتهيئ وكالة الوزارة للرعاية الاجتماعية والأسرة، الدور ومؤسسات الرعاية لاستقبال الأفراد المحتاجين إلى الرعاية، في جو يكون أقرب إلى الأسري، وتوفر هذه الدور للمقيمين فيها متطلبات الإقامة والإعاشة والملبس؛ إضافة إلى إقامة البرامج التي تتناسب مع كل فئة عمرية، من أنشطة تربوية، وتعليمية، وتثقيفية واجتماعية، ورياضية ونفسية.

وتتولى دور الحضانة تقديم الرعاية الشاملة للأطفال الصغار من الأيتام ذوي الظروف الخاصة من مجهولي الأبوين، وتوفر الرعاية لهم من سن الولادة إلى ست سنوات، وتوفير المناخ الاجتماعي والنفسي للأطفال بما يعوض الطفل قدر الإمكان عن غياب أسرته. وتعنى الحضانة بتقديم الغذاء بإشراف طبي وصحي، وتوفير الملابس، وادخار لمبلغ من المال منذ إيداع الطفل مكافأة شهرية في حسابه الخاص.

 أما دور التربية الاجتماعية فترعى الأيتام ومن في حكمهم من سن ست سنوات إلى 28، وتمثل دور التربية عائلًا مؤتمنًا بديلًا عن الأسرة الطبيعية ويوجد فيها كوادر مؤهلة ومتخصصة، من النفسيين، والاجتماعيين والأطباء، والمدربين والمراقبين، كما وضعت السياسات العامة لرعاية الأيتام وشمولهم في الرعاية والتربية والإصلاح، من خلال الدور والمؤسسات الإيوائية، أو متابعة رعايتهم داخل الأسر الكافلة أو الصديقة 

وتنفذ الوزارة برامج الرعاية الحاضنة والبديلة، ويتم من خلالها تسليم الطفل إلى أسر تبدي رغبة في رعاية طفل، وينقسم البرنامج إلى قسمين: أسر حاضنة تختص برعاية الأطفال الذين لا عائل لهم، ويظل تحت رعايتها إلى أجل غير مسمى، وأسرة بديلة ترعى الطفل مدة محدودة، وتصرف للأسرة الكافلة إعانة ألفي ريال شهريًا للأطفال دون ست سنوات، وثلاثة آلاف لما فوق السادسة. 

تجدر الإشارة إلى أن هناك عددًا من الجمعيات المختصة بالأيتام مجهولي الأبوين، وتقدم خدمات ومبادرات رائعة لأبنائها الأيتام وتبني شخصيتهم وتدعمهم ماديًا ومعنويًا، وتقدم لهم كل ما يجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع ومن تلك الجمعيات جمعية “كيان” للأيتام مجهولي الأبوين التي تهدف إلى تقديم البرامج الوقائية بما يحقق التوعية المجتمعية للحد من تنامي المشكلة والإسهام في دعم النظرة الإيجابية تجاه الأيتام، وتحويل الأيتام إلى طاقة فاعلة في المجتمع، وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم وتنمية قدراتهم ورفع مستوى طموحهم بما يحقق التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي والتنمية المستدامة لهم، وتوفير الإرشاد النفسي والاجتماعي للأيتام، ودعم قضاياهم، وحل مشكلاتهم ومساعدة الأيتام على الاندماج في المجتمع، وتحقيق ذواتهم وتحفيز التميز لديهم ومساندة القائمين على رعاية الأيتام في البيوت الاجتماعية والأسر البديلة بما يؤهلهم للقيام بدورهم في رعاية الأيتام، وتشجيع ودعم البحث العلمي بما يحقق أهداف الجمعية وتقويم أداء الجمعية وفق الخبرات والتجارب المحلية والعالمية؛ وذلك بهدف مساندة الأيتام من النواحي الوقائية والنمائية والتأهيلية  وتمكينهم من المساهمة بفعالية في مجتمع المعرفة والتنمية الوطنية.

*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين

• عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

• سفيرة الإعلام العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى