استطاع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمعرض جدة الدولي للكتاب كسب الرهان، والظفر بالنجاح بعد أن خاض مضمار التحدي الذي كان نتاجه، تطريز واجهة جدة الثقافية والأدبية بعبق أصالتها وحضارتها الذي تجسد في معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة لهذا العام، التي توجت برعاية كريمة من مهندس الكلمة ورجل الإبداع وصانع التألق .. صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة في ظل تنافس 400 دار نشر محلية وخليجية وعربية وعالمية من 40 دولة.
نعم لقد تناغم الحرف، وبنيت الكلمات، وصيغت الجمل في مختلف نواحي المعرفة أدبية وثقافية وعلمية، عبر 180 ألف عنوان كانت حاضرة في هذا المعرض الذي استقطب ما يربو عن 500 ألف زائر من مختلف أطياف المجتمع؛ لتعود عروس البحر الأحمر إلى أبهى حللها وسحرها الجمالي، وليس أدل على ذلك من تنافس عشاقها في التغني بالموروث الفني العريق على خشبة مسرح المعرض الذي يحتضن مختلف مناشط البرنامج الثقافي، وتشرف عليه وكالة وزارة الإعلام للشؤون الثقافية، في عرس تتمازج فيه الأولون الفلكلورية من المملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية اليمنية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية السودان مع الفن السعودي الأصيل في مختلف أشكاله وطرق أدائه.
لست هنا لسرد ما اشتملت عليه هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، ولكن كوني مرآة عاكسة لهذا الإنجاز الذي لا ينكره إلا جاحد، ولا يتغاضى عنه إلا مقصر في وصف ما آل إليه من تألق في سماء الثقافة والإبداع والتألق، مما يدلل على أن المملكة العربية السعودية غنية بثقافتها وحضارتها .. وتملك المخزون الإثرائي الذي تبهر به العالم .. فتاريخها العريق شاهدًا على غزارة إرثها الثقافي الذي يمكن ترجمته إبداعًا على أرض الواقع، ونقله إلى الأجيال بكل أصالته وعراقته.
إن إقامة معرض جدة .. على ضفاف كورنيشها الساحر .. تحدثني خلاله نفسي .. في أن ذلك الاختيار لم يكن وليد الصدفة، بل هو تأكيد جلي من الأمير مشعل بن ماجد، على أن هناك أرضية مشتركة بين البحر، والثقافة .. ليتم على إثر ذلك ترسيخ جغرافية المكان مع اللغة المكتوبة نثرًا وشعرًا.. فهنيئًا لجدة .. هذه الواحة الثقافية .. وهنيئًا لنا بمحافظها الذي أسس هذا المعرض؛ ليكون علامة بارزة في سماء الثقافة وعلى جبين التألق والإبداع.
المستشار الإعلامي لمعرض جدة الدولي للكتاب