رجال الدولة الذين يسهمون في التغيير والمشاركة الفاعلة في بنائها وتطويرها وتجديدها، يستحقون أن نتوقف عندهم، وننظر في ثمار تجربتهم التي تمنحنا، وتمنح الأجيال قوة دفع لمزيد من العمل المجتمعي الذي يواكب تحديات البناء والنماء وتطوير أدواتنا ووسائلنا بما يتوافق مع التحديات، حتى نستطيع أن ندعم جهود أولئك الرجال الأفذاذ الذين يكتبون التاريخ بأحرف من نور، ويعملون على تسطير أروع ملاحم التغيير إلى الأفضل الذي يعكس حيوية حياتنا، ونزعتنا للتطور.
من أولئك الرجال أتوقف عند الشيخ تركي بن عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ، المستشار في الديوان الملكي، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، وقبل ذلك رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، وفي جميع مواقع العمل العام التي شغلها قدّم الشيخ تركي جهدًا مذهلًا وعبقريًا في خدمة قيادتنا الرشيدة وبلادنا، وأسهم بجهد وافر في صياغة منظومة رياضية وترفيهية مبتكرة تعبّر عن رغبات وإرادة ملايين السعوديين.
حصد الشيخ تركي محبة السعوديين؛ لأنه جدير بذلك وقريب من وجدانهم، وخبير بميولهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، فقد منحهم أقصى ما يتطلعون إليه في الرياضة والترفيه، وهي مجالات أصبحت من نمط الحياة المعاصرة، وعنوانًا عريضًا لفكرة الرقي الحضاري والبشري، فقد صنعت الرياضة لكثير من الشعوب جسورًا يصلون بها إلى التعبير عن جوهرهم الإنساني، وفيها يتم حصد البطولات والكؤوس التي تعكس المجد والفخر.
ومثله مجال الترفيه، فهو صناعة حديثة وعصرية تقدم الواقع الحضاري للشعوب، ويكفي أن ننظر لما صنعته هوليوود وبوليوود، للشعبين الأمريكي والهندي، وتقديمهما لمجتمعات العالم عبر صناعة الترفيه ومؤسساته الضخمة التي أصبحت جزءًا مهمًا من الاقتصاديات والإضافة المؤثرة في الدخل الوطني وتنويع الاقتصاد، وذلك إضافة إلى الجوانب المعرفية فيما يتم تقديمه عبر الترفيه والتلاقي مع شعوب العالم.
وحين ننظر إلى اتجاه بلادنا إلى تطبيق قيم ومبادئ مجتمع المعرفة؛ فإن صناعة الترفيه تصبح جزءًا مهمًا من بناء ذلك المجتمع، فهي إحدى طرق البناء المعرفي والحضاري، واكتشاف عالم جديد، والترويح عن النفوس مهم في إعادة الحيوية للفرد؛ لذلك فهي صناعة منهجية متكاملة يعمل من خلال الشيخ تركي على تحقيق العديد من المكاسب التي تتعلق ببناء الشخصية والذات العصرية.
ننتقل بلا شك مع فكر الشيخ تركي وهو الشاعر المبدع الذي يشعر بما يشعر به الآخرون، ويحفزهم للإبداع وتفجير الطاقات، باتجاه رؤية جديدة في الوسط الاجتماعي؛ لذلك ندعم بكل قوتنا توجهاته المستنيرة التي تقرأ الأفق بوعي وبصيرة متفردة، فعصرنا الحالي يحتاج إلى رجال دولة لديهم بعد النظر، والهمة والإرادة والعزيمة والاستجابة لتحديات التطور والتطوير، وذلك ما يفعله الشيخ تركي بكل حكمة وكياسة، لينتقل بصناعة الترفيه إلى مستوى متقدم، يجعلها ذات فوائد أكثر تكاملًا بين الترفيه والمعرفة والإنتاج الإبداعي في مختلف المجالات التي يمكن أن يبرع ويبدع فيها السعوديون.
ما شاء الله تبارك الله. كلام جميل