المقالات

وللتعصب تاريخ

بدأ تاريخ التعصب الرياضي عند العرب بإشعال حرب داحس والغبراء قبل البعثة النبوية بين قبيلتين بسبب سباق فرسيْن، وقد سبق أحدهما الآخر.

ومن ذلك الحين تعددت أشكال  التعصب الرياضي من خلال  النقاشات الفضفاضة بين الشباب في دوري المباريات المحلية؛ حتى صارت بين فرق الحارات واجتاحت الإعلام الفوضوي؛ لإشعال حماس هؤلاء الفتية والفتيات عن أحقية فريقهم بالفوز، وظلم التحكيم. وغير ذلك من النزاعات المحرضة لزرع الغوغائيه الكروية في الأندية والفرق الرياضية.

وتنطوي خطورة هذا الشواذ من التعصب الكروي إلى تغييب دور العقل والمنطق، وشحن الشباب الرياضي بطاقة سلبية كبرى دون أن يدري.

وينعكس ذلك على حياته اليومية للتعصب الرياضي، وتأثيره على المجتمع من خلال  إلحاق الأذى بالناس، وخلق فوضى وإزعاج غير منطقي من خلال المناطقية، والشليلة والمذهبية.

ومن أسباب التعصب الرياضي والشغب الكروي طبيعة وثقافة المجتمع، فالتعصب الرياضي انعكاس لشخصية الفرد في  المجتمع، واستدلالنا  بمعركة داحس والغبراء عند العرب قبل أكثر من 1500 عام لمثال ليس هي  المشكلة بعينها بأن خيلًا سبقت خيلًا، بل هي أيدلوجية مجتمع يهيج مثل هذه الأمور.

ومن حلول لهذه الظاهرة مشكلة الكروية وعلاجها، وجب علينا أن ندرس العوامل التي تقع على عاتق المجتمع والأسرة داخل المجتمع، وفي المسجد والمدرسة.

 على فرض تأثير إيجابي نفسي على الأبناء والأفراد من مشجعي اللعبة، ومحاربة ثقافة العصبية،  وهي مسئولية  تقع على عاتق الوالديْن، ويجب نشر ثقافة تقبّل الرأي والرأي الآخر في المجتمع،

وقيام الإعلام بالمسئولية الأخلاقية والإنسانية بعدم شحن الأجواء والجماهير من خلال إرسال أساليب غير حضارية تدمر الفنون الرياضية. 

قبل الختام كلمة لابد منها بأن التعصب الرياضي، قد يكون أكثر خطورةً من  التعصب الديني، بل قد يتساوى معه في الفكر الضال  بالحياة العامة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button