المقالات

كرسي المذلة

يعتبر الكرسي المتحرك بالنسبة لذوي الإعاقة بمثابة قدميه، لكنه في الوقت نفسه أصبح مصدر إذلال ومأساةٍ له.

والبداية من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية إذ يعاني طالب الكرسي صعوبة في الحصول عليه بسبب الاشتراطات التعجيزية والوقت الطويل الذي ينتظره حتى يتم الصرف.

وكثيرًا مايكونوا بمواصفات رديئة؛ لتبدأ مرحلة جديدة أخرى من المعاناة مع الصيانة المرهقة والمكلفة.

أما عن سهولة التنقل فهي بحد ذاتها مشكلة كبيرة، وهمٌّ يكتنف المعاق كل ما أراد التحرك بكرسيه، فالأماكن المهيئة له قليلة وإن وجدت فليست بالشكل المطلوب، مما يحد من تعايشه اليومي مع بيئته بسهولة ويسر.

وفي السفر تأتي المعاناة الأدهى والأمر، فقلق السفر شيء وقلق أن يصل وكرسيه سالمًا من الكسر شيء آخر.

وللحركيين في ذلك قصص من قصص ألف كرسي وكرسي.

سلسلة من التجارب الأليمة والمريرة خصوصًا مع الخطوط السعودية والتي كان آخرها كرسي الزميل الإعلامي يحيى الزهراني في رحلته رقم (1044) والمتجهة من جدة إلى الرياض بتاريخ 3 فبراير ٢٠١٩م.

وعندما نقول الخطوط السعودية؛ لأنها الخطوط شبه الوحيدة التي (سمحت وتكرمت) بتشريف ذوي الإعاقة بالسفر على متن طائراتها، في الوقت الذي ترفض خطوط محلية أخرى ذلك.

وأتساءل:

لماذا عدم الاكتراث بكراسي هؤلاء؟!

فما تكاد وسائل الإعلام أن تهدأ من التعامل مع حالة متضررة حتى تظهر  حالة أخرى مماثلة.

أما آن الأوان لتتفهم الخطوط السعودية المشكلة، وتعي مدى حجمها وتأثيرها النفسي والاقتصادي على ذوي الإعاقة؟!

ألم يحن الوقت لتدريب من يعمل في مجال شحن الأمتعة وكذلك موظفي مكاتب ذوي الإعاقة في المطارات؟! 

أين محاسبة المقصرين يا تُرى؟

تساؤلات تُطرَح على هيئة الطيران المدني قبل أن تُطرَح على الخطوط السعودية والسكوت عن الرد من علامات الرضا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button