إيوان مكة

شعرٌ بلا مشاعر

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فليس خليقًا أن يقال له شعر

هذا البيت الشعري لا يدرك معناه الحقيقي إلا القارئ الواعي المتابع لكل ما يدور في الساحة الشعبية هذه الايام خصوصًا في مايتم عرضه في مواقع التواصل الاجتماعي لبعض ممن يصنفون أنفسهم شعراء، ونجدهم بين الفينة والأخرى يقدمون شعرًا، ولكن بلا مشاعر أو روح متناسين بأن الشعر حالة مثيرة وإحساس مرهف، وأن القصيدة ليست خيطًا ينظم في إبرة أو كلامًا يصنع في المجالس، وفي هذا الإطار هناك من يعتقد بأن تهافت هذه الأسماء على الكتابة بهذا الغث أدى إلى تدني مستوى الذائقة عند فئة من الجمهور الذين باتوا مجبرين بالقبول بقصائد دون المستوى في مثل هذه المواقع أو في المناسبات العامة، وفي اعتقادي بأن ليس أحد بإمكانه طرح ابحلول أو ضبط إيقاع الارتقاء بالشعر بعد مافتحت مواقع التواصل الاجتماعي الباب على مصرعيه المقروء والمسموع والمرئي، وفي خضم هذه التحولات يظل التراث الشعبي مرتبطًا بالجميع ولكل قارئ حرية الاختيار والانتقاء حسب الرؤية التي تتناسب مع ذائقته، ويستطيع تحديد الشعر الجيد من شعر التهريج من خلال تكوينه الثقافي والمعرفي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى