قلم رصاص
قرأت ملصقًا دعائيًا لإحدى الدورات يحمل مُسمى “رخصة الأنوثة” !
يتحدث عن مجموعة من المحاور أهمها الإتيكيت، وعناصر الأنوثة، وإتيكيت الحوار، والزيارات الاجتماعية، أنا لا أختلف جملة وتفصيلًا، مع ما من شأنه تطوير مهارات المرأة وصقل مواهبها في شتى المجالات، ولكنني أختلف مع العنوان الذي كُتب “بالبنط العريض” لما أرى فيه من ابتذال لأنوثة المرأة المصونة المغلوب على أمرها، وكأن الأنثى في مجتمعنا كائن غريب أتى من كوكب آخر، لا تحمل من رائحة الأنوثة إلا اسمها، ومن سيكولوجية المرأة إلا رسمها.
أو أن النساء لدينا بمواصفات رجولية، ولا يستحق أن يصبحن نساء إلا برخصة الأنوثة.
ولربما هذه الرخصة أوجدت مبررًا للشباب، وهي ثقافة الزواج بمن تحمل رخصة أنوثة، والزواج بمن لا تحمل رخصة، وهذا بالطبع سيزيد أو يقلل من سعر المهر. الأدهى والأمر حينما تكون هذه الرخصة محددة بتاريخ صلاحية، ربما تنتهي أنوثتها قبل الزواج، فيطير منها “عريس الغفلة” أو بعد الزواج بأشهر، فيُعيدها حيثُ أتت.
وأخشى ما أخشاه أن أرى ملصقًا آخر يحمل نفس السياق ولكنه بعنوان “رخصة الرجولة”، هنا سيرددً الرجال قول الشاعر:
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
قد يغلب المقدام ساعة يغلب
للحديث بقية ..