على هامة التاريخ تعلو البيارقُ
ومن أجلها تعدو الجياد السوابقُ
يُصافِحُ في عليائها الليلُ أنجما
وَتصْحَبُ وجهَ الشمس منها المشارقُ
ويبدع نور الفجر بالحب لوحة
تترجمها عنه العيون الحواذقُ
إليها يمد الرملُ كفا نديةً
ويلثم خديها الغمامُ المعانقُ
على هامة التاريخ سيفان أُشهرا
وللنخلة الشيماء ترنو البواسقُ
فعند ظُبا السيفين حزمٌ وقوةٌ
وتحت ظلال النخل تُبنى المرافقُ
بقاع تنادي يا محبون أقبلوا
فتنهضُ من كل الجهات الخلائقُ
وأوديةٌ تُهدي الحُدَاةَ غرامَها
فيطربهم لحنٌ من الوجد شائقُ
بلادٌ إلى شُطْآنِها تُبحرُ العُلا
فتحضُنُهَا قبل الوصول المضائق
رياضٌ رعاها الغيم والتف حولها
رجال لهم حبل مع الله واثقُ
جبالٌ من الأمجاد قدت صخورها
وأسفلها في أبحر العز غارقُ
وبيدٌ بنات الريح فيها سوابحٌ
وعيسٌ حدتها في المسير البوارق
فإن تسألوني أي عشق يشدني
وأي جوىً في شرعة الحب صادق ُ؟
وأي سهادٍ زارني عن صبابة ؟
وأي هوى من مهجة الروح ذائق ؟
فذاك هيام الأرض قد سار في دمي
يحركه قلب من الحب خافق
فإن ستر العشاق في الناس عشقهم
ستكشف ما يخفى القلوب العواشق
أنا واحد من ألف مليون عاشق
لأرض قلاع المجد فيها شواهق
بلاد على التوحيد قامت أصولها
فذلت لها فيما يذل العوائق
بناها على رأس الزمان محنك
إمام إلى كل المروءاتِ سابق
وناضل حتى لم شمل شتاتها
فهبت لحمل المعجزات العواتق
وشيد بالدِّين الحنيف حضارة
عليها جمالٌ في الحضارات فائق
فإن دون التاريخ أمجاد أمة
فقد أنصفت عبدالعزيز الحقائق
فلولاه بعد الله ما قر خائف
ولا حل ما بين القلوب التوافق
ولولاه بعد الله ما التم شملنا
ولا سئمت من غيهن المآزق
ومن بعده جاء الملوك ضراغما
وكل بركب القائد الشهم لاحق
سعود بنى صرحا وشيد نهضة
وفيصل بين الخير والشر فارق
وخالد نبراس وهدي شريعة
وفهد إذا ما نادت الحرب ” طارقُ ”
وكان لعبدالله بحرٌ من الندى
سريعٌ إلى ما يُسعد الشعب سابق
ومازال حيًّا ساكنًا في قلوبنا
وكل لسان عند ذكراه ناطق
وها هم بطيب الذكر أحياء بيننا
ومنهلهم ثر وعذب ورائق
فيا رب قل للغيث يسقي قبورهم
فيغمرهم من جود فضلك غادقُ
وهَيِّئ لهم يوم الحساب مثوبة
تُصف لهم وسط الجنان النمارق
وهذا زمان الحزم والعزم قد أتى
تزينه رايات مجد خوافق
تولى أبو فهد مقاليد أمة
فقرت به عينًا وزاد التألق
وهز حسام الفارس الفذّ للعدا
فزالت بكفيه الشرور الطوارق
فسلمان أحلام الطموح تحققت
وسلمان للأوطان غيم وبارق
وسلمان تاريخ وسلمان هيبة
وسلمان نجم في ذرى المجد شاهق
سقى شجراتِ العرف جودا فأينعت
ومن سقيه جذع المروءاتِ باسق
إذا حان وقت السلم كان مسالما
وفِي الحرب تقضي في الخصوم البنادق
وساعده في كل أمر محمد
له همة عظمى وعزم مسابق
محمد سيف في الملمات شاهر
إذا قال أمرا نفذته الفيالق
غزا طغم الحوثي في عقر دارها
فعاثت بهن الراجمات الصواعق
فَلَو حفروا تحت الجبال جحورهم
ستسحقهم فيها الجنود السواحق
وإن أزهم شيطانهم نحو أرضنا
ستحرقهم عند الحدود المحارق
من الهوك والشاهين تهتز أرضهم
وتحت لظى التايفون تفنى الشواهقُ
إذا ما دعانا الموت من أجل ديننا
نهضنا لَهُ ؛ والشر لا شكّ زاهق
ومن أجل أن تبقى البلاد عزيزة
تغني أهازيج الحروب الخنادق
فيطرب رشاش وتشدو قذائف
وتتلو زغاريد الخلود الزوارق
فبالحزم نحمي منجزات ونهضةً
وبالحزم تنزاحُ الكروب اللواحق
فينعم إنسان ويختال طائر
وتخضر في ظل الأمان الحدائق
لافض فوك قصيدة عصماء ايها الشاعر الألق