العقل هو مكمن التوجيه والبصيرة، وبه نستطيع الحكم على الأفعال وآثارها وتداعياتها. والقلب هو مركز الفهم والمسؤولية، ومع ذلك فإن هذه العلاقة الترابطية التكاملية بين العقل والقلب قد يكون بينها نفور حين لا تتم موازنة الأمور بالطريقة الصحيحة.
وحين يشطح به السلوك إلى جادة الخطأ، وهو في قرارة نفسه قد هيأ الأعذار التي تبطن وتجمل له ما اتخذه من قرار، وقد صدقوا حين قالوا لا تتخذ قرارًا وأنت في قمة الغضب والانفعال، ولا تعطِ وعودًا وأنت في نشوة الفرح.
إذًا التحكم في إصدار القرار تحكمه عدة اعتبارات منها الخبرة من حيث الاطلاع على تجارب الغير، البعد عن الأنا والنرجسية الممقوتة، عدم التعالي على محدودية العقل وقدراته التي تختلف من نفس إلى نفس، التواضع وإشاعة لغة التسامح في قبول الآخر للوصول إلى منطقة وسطى تحقق رغبات الطرفين، وهذا يتم حين تتنازل النفس عن عنجهية المكابرة، وترويضها بالقيم المكتسبة دينيًا وعرفًا، وقد ابتلينا بعقول مغرورة تنتج لنا مسارات واتجاهات لا يمكن أن تتلاقى للوصول إلى مانبتغيه من حسن في النية وسلامة في المقصد؛ حتى نتشارك في البناء ولا يخرج من بيننا من يحمل في يده اليسرى معول الهدم، ويصافحنا بيده اليمنى.
ثقافة توطيد العلاقة مابين العقل والقلب، وحقنهما بالتفكير المنطقي وعاطفة الحب الصادقة للذات وللغير، لابد أن تكون مركوزة في طبائعنا إذا ما أردنا تغيير الحال من الحسن إلى الأحسن، وكبح جماح العقل السالبة لكل ما هو جميل ومفيد في حياتنا.