الجبال الثلجية قوية كقوة الحديد ، وظلت ردحًا من الزمن تحتفظ برباطة جأشها وعنفوانها وأحيانًا جبروتها ، والواحات البعيدة والصحارى لها نصيب من الرياح المنتظرة ، التي قد تهب ريثًا وغيثًا وربما غبارًا ، والكائنات التي تعيش في الأجواء الجليدية تكاد تعدّ على الأصابع ، بينما من يعيش في الصحراء لا يقارن بالعدد ، برغم صعوبة البقاء ، والصحراء تمتلك الكنوز مع شح في الموارد وأهمها الماء ، الرمال الذهبية تكتنز الثروة و العطاء ، ولكنها قد تغضب وتتحرّك فتطمر كل مَن أراد العبث والكبرياء ، القوة مطلب ولكنها لإرساء العدل ، والضعف مهرب ولكنه مدعاة للذل ، وانتقال المكوّن من حالة إلى حالة أفضل ارتقاء ، وقالوا قديمًا :”الصديق وقت الضيق ” ، وربما يغدر ، والغدر صفة ذميمة من البعيد ، ومقيتة من القريب ، البحر مالح والنهر عذب ، ولكن البحر يمنح اللحم الطري ، والنهر قد يجف وينتهي ، في البحور المتلاطمة قد تغرق أعتى السفن وأعظم البواخر ، فيكفي لرؤية البحر على حقيقته مرور بعض الرياح الغاضبة ، البنيان القوي درع و منعة من الضرر ، وحائط صد لأي عدوان محتمل ، البحث عن الاستقرار والتكتل والاحتراز من أسباب الحفاظ على المصير ، إذًا فلا غرابة إذا أقلع جبل “طويق” لمعانقة “سور الصين العظيم ” .
2
جزاك الله خيرا الجبال الراسيات كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا …
مقال عميق . على طريقة المتناقضات يأخذنا لعمق الفكرة وحكمة الله في خلقة وفية دلالة على همة المتفائل .. في تحقيق أهدافه بإذن الله بالطموح والرؤية والعمل والإنجاز. شكراً دكتور نايف