المقالات

دعوة “للصياعة” الخارجية!!

الصحفي المتجول

لا مؤاخذة على هذه العبارة التي وردت في سياق العنوان وأقصد بها (صياعة) بدلًا عن السياحة فهي مقصودة وليست نتيجة خطأ مطبعي –  فحينما نتطلع إلى أسلوب وطريقة الإعلانات التي تصدرها بعض وكالات السفر والسياحة عندنا؛ فإن أول مايلفت الانتباه إليها عند ترويجها للسياحة الخارجية؛ بالإضافة إلى صور الأماكن السياحية الجميلة في البلد الخارجي المستهدف زيارته – صورًا  لفتيات جميلات بألوان زاهية فهناك الفتاة الشقراء والبيضاء والسمراء وحتى ذات اللون البنفسجي والبرونزي والأخضر، وكل ألوان قوس قزح – بعد أن يتم (حشر صورهن) بالعافية في أوضاع مخجلة ضمن الإعلان  – أو نشر إعلان سياحي عن منتجع بحري تظهر فيه فتاة ترتدي (نصف هدوم) وهي مستلقية على الشاطئ…وكأن من قام بتصميم تلك الإعلانات تعمّد دعوة مواطنينا الذين يرغبون السياحة الخارجية إلى (السفور والصياعة) هناك بدلًا من السياحة النظيفة والبريئة.

أما الحيلة الذكية الأخرى التي تروج لها بعض تلك المكاتب من أجل السفر والسياحة الخارجية، فهي أنها تزف البشرى بإمكانية الاستفادة من دورات في اللغة الإنجليزية والفرنسية و(الطليانية) أو حتى (التكرونية) هناك، والطريف أن مدة  الدورة التي يتم الإعلان عنها لا تتجاوز سوى سويعات قليلة إلا إذا كانت تلك الدورات تتم بطريقة (بلها واشرب مويتها) أي كتابة اللغة المستهدفة في ورقة، ومن ثم وضعها في كأس ماء ليقوم المتدرب بشربها حتى يتمكن من إتقان اللغة في عدة ساعات – وزيادة في تحفيز من يرغب الاستفادة من هذه الدورات، فإن الإعلان يحتوي أيضًا على صورة المدربة، وهي فتاة شقراء شبه عارية بزعم أنها هي من سوف تشرف على الدورة، فيخيّل للمتدرب أن هذه الفتاة المعلمة سوف تستقبله في المطار ولن تفارقه لحظة واحدة، وستصحبه في كل مكان حتى عودته إلى بلاده، وتقوم بتوديعه بالعناق والبكاء والنواح، وقد تنتهي الدورة بزواجه منها حسب ظنه وطريقة وأسلوب الإعلان الشيق !..

ورغم أن بلادنا اليوم وبفضل الله تعالى أصبحت تزخر بالمناطق السياحية الراقية، ففيها الآثار، والخضرة، والجمال، والبحر، والجبل، والسهل والوادي، وكلما يشتهيه السائح حيث أصبحت قبلة للسياح والزوار، ومع ذلك فإن بعضنا مازال يقترض من البنوك أو يبيع مافوقه وما تحته وكل ذلك من أجل قضاء موسم (الصياعة) في بلاد الماء والخضرة والوجه الحسن و(الهشك بشك)، والمطلوب هو وضع ضوابط مشددة على مكاتب السياحة والسفر تتضمن عدم الغش والتدليس في مسألة نص وأسلوب الإعلان حتى لاينخدع المواطن بها، ويصبح ضحية لعمليات نصب واحتيال سواءً من قبل هذه المكاتب أو في الخارج.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button