أحمد حلبي

عمدة الرصيفة ومعاناة ذوي الهمم

طرح عمدة حي الرصيفة والتخصصي سامي بن يحي معبر فكرة تنفيذ مبادرة “مساعدة ذوي الهمم”، يقوم على تنفيذها أعضاء مبادرة سواعد الحي التطوعي، التي أبدعت في أعمالها التطوعية العام الماضي، وقدمت نموذجًا حيًا لرجال وشباب ونساء وفتيات مكة المكرمة، العاملين على خدمة أم القرى وساكنيها وقاصديها من معتمرين وحجاج.

وتقوم المبادرة كما يقول العمدة المعبر، على مراحل متتالية تختص الأولى بإجراء مسح على مواقع الخدمات البلدية والحكومية والأهلية، للتعرف على مدى توفر الخدمات الخاصة بذوي الهمم من مواقف للسيارات، ومداخل ومخارج للعربات.

وتكون المرحلة الثانية مخصصة لمطالبة أمانة العاصمة المقدسة، بالعمل على توفير مواقف خاصة لسيارات أصحاب الهمم، بأفرع الأمانة من بلدياتها الفرعية والحدائق العامة، وتوفير مداخل ومخارج بالأرصفة تمكن عربات ذوي الهمم من الصعود إليها والنزول منها، مع إلزام أصحاب الأسواق التجارية، والقطاعات الحكومية، والمؤسسات الأهلية، والمستشفيات، والمستوصفات، والمراكز الصحية الحكومية، والأهلية بتوفير هذه الخدمة.

فيما تتناول المرحلة الثالثة بمطالبة إدارة مرور العاصمة المقدسة بالقيام بحملات على مواقف السيارات الخاصة بذوي الهمم، وسحب السيارات التي يوقفها أصحابها بمواقفهم، وفرض غرامات مالية عليهم، في حال كانوا من غير أصحاب الهمم.

وقد اتفق مع العمدة في مبادرته التي طرحها، لكني أختلف معه في تكليف “مبادرة سواعد الحي التطوعي”، فمثل هذا العمل يحتاج إلى الكثير من الجهد المادي والمعنوي، وليس أمامنا من جهة تتولى ذلك سوى المجلس البلدي الذي له العديد من المساهمات المجتمعية، ومثل هذا العمل واجب بسيط تجاه هذه الفئة الغالية علينا جميعًا.

واختلافي الثاني مع العمدة أن هناك مداخل ومخارج ببعض الأرصفة، لكن يتعذر الاستفادة منها؛ لأن هناك من يوقفون  سياراتهم  أمامها مما يحول دون إمكانية دخول أو خروج العربات عبرها.

أما بالمستشفيات الحكومية فللحقيقة أقول إن وزارة الصحة عملت على توفير مواقف خاصة لذوي الهمم بالمستشفيات، ومنها مستشفى النور التخصصي، ومستشفى مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، غير أنه لا يستفاد من هذه المواقف بشكل جيد؛ لأن هناك من يقف بها من غيرهم، كما وأن البعض من رجال أمن المستشفى يسمحون لأقاربهم أو أصدقائهم بالوقوف بها.

وبعيدًا عن هذا وذاك، فإن غياب الثقافة لدى هؤلاء الأفراد أفرز هذه التجاوزات، لذلك أتفق مع العمدة في ضرورة قيام إدارة مرور العاصمة المقدسة بحملات على مواقف سيارات أصحاب الهمم، ومنح مخالفات لمن يقف بها من غيرهم، لكني أرى ألا تكون المخالفة مالية، بل تكون تأديبية من خلال إلزام المخالف بالسير على عربة لمسافة خمسمائة متر يوميًا لمدة أسبوع، ليتعرف على حجم المعاناة التي يعيشها أصحاب الهمم بشكل يومي.

وأن تسعى إدارة التعليم  بمكة المكرمة لتنظيم برامج توعوية بمدارس التعليم العام للبنين والبنات توضح معاناة أصحاب الهمم النفسية والجسدية، وضرورة العمل على مساعدتهم، وإفساح المجال أمامهم للاستفادة من الخدمات الخاصة بهم وعدم المساس بها.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button